بقلم: عبد الجبار نوري

وبشكلٍ مفاجيء بعد أنقطاع العلاقات الدلوماسية بين العراق وقطرمنذُ سقوط صنمهم 2003 وأستصعب عليهم أستيعاب الصدمة ، ودخلت اليوم قطرعلى الخط بزيارة وزير خارجيتها ” خالد محمد العطية ” يوم أمس بعد قطيعة أستمرت 12 عام ، مبشراً بأرجاع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين العراق وعجل بأرجاع السفارة القطرية وتسمية سفيرها ، وعرض الوزير الهمام مبالغ أستثمارية ضخمة بحجة دعم الأقتصاد العراقي المتعب ، والغاية من وراء هذا التناغم في أذكاء العشق الشيطاني الممنوع والمفاجيء عوامل وغايات ملحة تبغي أنتزاعها دويلة كطر من العراق بطريقة طرح النوايا الحسنة ، ونحن نعلم أنّ { الطريق إلى الجحيم محفوفٌ بالنوايا الحسنة } ، أضافة إلى وضع العراق السياسي والأمني الذي لا يحسد عليه وهو يخوض حرب أستنزاف طويلة مع داعش الأرهابي ، لذا فهمتْ ( قطر) وأستوعبتْ سياسة حكومتنا ” الأنبطاحية ” والتي جاءت حسب المقبولية الحكيمية ، فقطر تخفي نواياها الحقيقية ، فالوزير القطري ينظر إلى اللعبة وكأنها صفقة سياسية رابحة طبقاً لما يتوقع المراقبون السياسيون والعسكريون الأستراتيجيون الذين يرون الأهداف الأستراتيجية المرجوة من هذه العلاقة المشبوهة ما يلي :
1مقابل عودة سياسيين متهمين بالأرهاب ومحكومين قضائيا أمثال طارق الهاشمي ورافع العيساوي . 2 –أطلاق سراح الطائفي الأرهابي والمحكوم قضائياً ” أحمد العلواني ” بصفقة سياسية .3- تفيد وسائل الأعلام المعتدلة والرصينة المهنية ( أنّ وزير خارجية العراق أتفق مع وزير خارجية قطر بوساطة كويتية في أطلاق سراح القطريين الأسرى لدى كتيبة حزب الله العراق فأنْ صح الخبر فهو الظلم بعينهِ مما يعني رخص الدم العراقي وأنحطاط هيبة الحكومة والقضاء العراقي المشهود بعدالته ورصانته المهنية منذ تاسيس الدولة العراقية ، علما أن داعش ليس لديها أسير عراقي لأنهُ يعدم مباشرة وميدانياأما بقطع رقبته أو صلبه كالذي حدث للشهيد العسكري البطل “مصطفى العذاري” ، وهويقف منتصب القامة شامخاً يعتلي سيارة عسكرية محيطا بمجموعة من آكالي لحم البشر ويجولون به شوارع الفلوجة وسط أهلهِ وصيحات زغاريد النسوة وتكبير أهالي الفلوجة وهورنات السيارات وتقافز الأطفال شامتين به وكأنه أسير أسرائيلي ولسان حاله يقول { جئتُ من مدينة البؤساء الثورة لأحرركم من مجرمي العصر الأغبر ، لأصونكم من الغازين الجدد لأنكم أنتم أهلي وشرفي — نعم ياولدي لا تبتأس أنّ كل شيء يدور في عالمنا بالمعكوس حتى كوكبنا المشاكس غيّر دورانه لا بأس عليك يا مصطفى أصعد الآن خشبة العلياء لتصل روحك لملكوت السماوات وحينها قدم شكواك على خونة باعوا ارضهم وعرضهم للأجنبي ، ويكفيك فخراً وأنت معلقاً على الجسر لتكون شاهداً على خونة العصر وبيرقاً للنصر .
وأعدامهُ أثار موجة غضب لدى الشارع العراقي الذي طالب بأعدام أسرى داعش ومهما تكن هوياتهم وليحسبها العراقيون بالمعكوس عندما يقع جنودنا أسرى لديه وهنا يذكرني بوشمٍ على جبين الزمن قبل أكثر من نصف قرن بتوصية الجواهري لعبد الكريم قاسم :
تصوّر الأمر معكوساً وخذ مثلاً —— فيما يجرونهُ لو أنّهم نُصِروا
أكان للرفق ذِكرٌ في معاجمهم ——- أم عن كريمٍ وعن أصحابهِ خبرُ
فضيّق الحبل وأشدد من خناقهم —– فربما كان في أرخاءهِ ضررُ
تالله لأقتيد زيدٌ بأسم زائدة —— ولأصطلى عامرٌ والمبتغى عُمرُ
لنلقي نظرة على سيرة دويلة كطرالعدوانية على النظام الجديد في العراق وتأيده اللوجستي والمادي والمعنوي لداعش الأرهابي(وما سأكتبهُ غيضٌ قليل من طوفان فيض كبير )
**في أطار مكافحة تمويل الجماعات المتطرفة وتجفيف منابعها ، قامت واشنطن في شهر ديسمبر الماضي بأقرارقانون يقضي بفرض عقويات على عنصرين من أنصار تنظيم القاعدة يتخذون من ( قطر واليمن ) مقراً لهما على علم حكومة البلدين هما ” عبد الرحمن النعيمي و عبد الوهاب الحميقاني “.
**تشير معلومات أستخبارية بريطانية وفرنسية : أنّ ( قطر ) تموّل المسلحين من المتمردين في ليبيا والصومال ، كما أنّ الأحداث الأخيرة في مالي أشارت إلى تورط ( قطر ) في تدريب وتسليح التنظيمات الأرهابية ، والمعلومات الأكثر خطورة تلك التي تنشرها مجلة ” لوكنار أنشيني ” الفرنسية وتتعلق بقيام ( قطر ) بتمويل الجماعات المسلحة ودعمها مثل جماعة أنصار الدين ، والجهاد في غرب أفريقيا ، والقاعدة في المغرب الأسلامي تقوم بتدريبهم وفتح مقرات لهم .
**وشهد شاهدٌ من أهلها حين سحبت كل من السعودية والأمارات والبحرين سفرائهم من الدوحة في الخامس من آذار المنصرم سبب عدم ألتزامم ( قطر ) بأتفاق الرياض الذي نص على التنسيق سوية في السياسة الخارجية وتحديد المواقف تجاه المتطرفين الدينيين الراديكاليين ، وعدم مساعدة القوى الأرهابية لذر الرماد في العيون .
**وصرّحت ” ماريا لوبان ” زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف قد عبرت عن أنزعاجها الشديد في التغلغل ( القطري ) في بلادها من خلال أستثمار مبالغ ضخمة لخدمة جماعات معينة لجمع المقاتلين وتدريبهم وأرسالهم إلى العراق وسوريا وشمال أفريقيا .
**أتهم وزير المساعدة الأنمائية الألمانية ” غيرد مولير ” صراحة ( قطر ) بتمويل مقاتلي الدولة الأسلامية في العراق في المقابلة مع المستشارة ” أنجيلا ميركل ” { أنّ الذي يموّلْ داعش هي دولة قطر.
**صحيفة الخليج الأماراتية في مانشيست عريض ليوم السبت الماضي من هذا الشهر: قطر( تدعم جهات أرهابية في العراق أبرزها داعش ، ولفتت الصحيفة إلى أنّ المصادر قدرت التكلفة المادية للسياسة الخارجية القطرية بنحو { أربعة مليارات دولارسنوياً } وهي تعادل ميزانية لبنان .
**وفي تقرير ذكرت صحيفة ” وول ستريت جورنال “: أنّ وزارة الخزانة الأمريكية ، تتبعت مبالغ كبيرة من تحويلات خاصة بمؤسسات خيرية ومواقع للتواصل الجتماعي أن ( فطر ) تستعمل الجمعيات الغير الحكومية لأضفاء الشرعية عليها ثُمّ تُرسلْ إلى الجماعات المسلحة في العراق وسوريا .
**”برنار سكاوارسين “الذي كان على رأس الأدارة المركزية للأستخبارات الفرنسية أصدر كتاباً بعنوان ” الأستخبارات الفرنسية – الرهانات الجديدة ” أكد تخوف فرنسا والعالم من دور الدعم ( القطري ) للجماعات المسلحة ، مضيفاً أنّ( قطر ) تستعمل الجمعيات غير الحكومية لأخفاء وتمرير الدعم اللوجستي وتجنيد وتدريب الجماهات التكفيرية ، ثُمّ ترسل لتمويل الجماعات المسلحة في العراق وسوريا .
**وفي تعليق على الدعم ( القطري ) للمسلحين في سوريا والعراق ، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس ” الدوما ” الروسي ” ألكسي بوشكوف ” : يجري تسليح وتدريب وتمويل وأرسال الأرهابيين والمرتزقة من قبل ( قطر ) ——-
** والملاحظ في موسم الصيد في العراق الذي يبدأ من منتصف الشتاء حتى شهر آذار وهو موسم هجرة طيور الحباري ، وللأسف حين تكون حدودنا سائبة ومفتوحة يعبروها صيادون خليجيون وخاصة القطريون وهم صيادون مزيفون كما ثبت لدى الأمن العراقي عندما ضبطوا بحوزتهم أجهزة أتصالات حديثة ونواظير ليلية ويتحركون بسيارات حديثة ، وفي أحيان كثيرة يتجاوزون خطوط الصيد ليصلوا إلى المناطق الساخنة لملامسة حافات مدن عنه وحديثه وهيت ليتصلوا ببعض حواضنها من الخلايا النائمة لأيصال المعلومات اللوجستية والعسكرية وأكداس الدولارات لداعش —– فأنتبهوا —- وعوا يا ألي الألباب —–
1-6-2015