المطلع الذكي على صفقات الفساد الكبرى التي حدثت في العراق سيجد أنها تتزامن دائما مع الضجيج السياسي والانفلات الأمني، والسبب معروف فالسارق دائما ما يستغل مصائب القوم لإلهائهم وتنفيذ سرقته بسلاسة وهدوء دون أن يلاحظه أحد، وفي الغالب يكون هو المسبب بتلك المصائب.
لا أعلم إلى الآن ما يحدث ببقية الوزارات والدوائر، ولكن بالنسبة لطلبة البعثات فلا يوجد نور بنهاية النفق، فبعد قطع رواتبهم وأغلب مخصصاتهم بدعوى التقشف، وزرع طريقهم بالشوك حتى لا يستطيعوا اكمال دراستهم لأسباب أصبحت معروفة للكثيرين، فهم يتعرضون الان للابتزاز لتمرير اكبر صفقة فساد بالحكومة الحالية.
قد أكون مخطأ ولكن كل المعطيات والدلائل تشير الى ذلك، فقبل فترة تعرض طلاب أمريكا الى قطع رواتبهم والآن القطع يهدد جميع الدول، والسبب كما قيل إن المبلغ المخصص لطلبة البعثات في المصرف العراقي للتجارة قد اختفى فجأة، وان المصرف لم يعد قادرا على تسديد رواتب طلبة البعثات!
الأغرب هو الحل المقترح وهو إصدار بطاقات فيزا او ماستر كارت للطلاب من مصرف أهلي وبقيمة (250دولار للبطاقة)، مع أن أغلب المصارف تصدر هذه البطاقة مجانا، وكذلك فعلى الطالب تحمل فرق التحويل من البنك المركزي الى الأهلي ومن ثم الى بنوك دول الابتعاث، علما أن البطاقة قد لا تعمل بتلك الدول وانها أن تعرضت للسرقة او الفقدان فمن الصعوبة ايقافها، لأنها لم تصدر بتلك البلدان
أغلب الملحقيات تحث طلابها لأرسال مستمسكاتهم لاستصدار تلك البطاقة المشبوهة، بحجة الخوف من انقطاع الراتب، وحقيقة لا استطيع تفسير كيف ان البنك المركزي العراقي يعجز عن أيصال رواتب الطلبة الى الملحقيات مباشرة، أو عن طريق مصارف حكومية، بينما من جهة أخرى يمنحها بكل سهولة الى بنك أهلي!
حيدر فوزي الشكرجي