بقلم: ضياء رحيم محسن
يقال (والعهدة على القائل) بأن الطبيعة البدوية لأهل الفلوجة، جعلتهم يمانعون في دخول الأغراب الى مدينتهم، وهذا الشيء لم يكن وليد أحداث ما بعد عام 2003، بل إنه يعود الى فترة سبقت ذلك بكثير، عندما كان النظام السابق يقوم بتسيير مفارز عسكرية داخل المدن للبحث عن الهاربين من الخدمة العسكري، حيث قام أهل هذه المدينة يطرد هذه المفارز، ووصل الأمر أنهم قاموا بقتل أفراد منهم؛ وإن كان هؤلاء من أبناء القضاء.
بل أنهم فعلوا أكثر من ذلك، عندما وقفوا ندا لند للقوات الأمريكية المحتلة، وهو شيء يحسب لهم بالتأكيد، إذا ما أخذنا في الحسبان أنهم أهل بداوة، ويرفضون دخول الغرباء والمحتلين الى ديارهم.
لكن أهل الفلوجة بالمقابل سمحوا للأفغاني والشيشاني، بأن يدخل بيوتهم ويرى نساؤهم، بل ويتزوج منهن؛ كل ذلك بحجة مقاومة المحتل، وطرد الصفويين من أرض العراق، مع إفتراض صحة الطرح الأول (مع غرابته) ذلك لأننا لم نرى أية مقاومة للمحتل الأمريكي أثناء دخولهم للأنبار والفلوجة، في الوقت الذي سمع العالم بأجمعه، كيف أن قرية صغيرة في خط المواجهة الأول؛ وهي ناحية أم قصر قاومت لسبعة عشر يوما، مع قلة المؤن والذخيرة والأفراد!.
بعد ذلك إنتقل تنظيم القاعدة في العراق، عندما إستتب له الأمر بقتال الشيعة الصفويين، لأنهم أولا روافض، وثانيا لأنهم جاؤا من خارج الحدود، وهاتين تهمتين تكفيان لقتل جميع الشيعة، بما فيهم الولدان والشيوخ، وليعطوا أنفسهم شرعية أكثر قاموا بتفجير مراقد الأئمة ليشعلوا حربا طائفية، كان أهل المناطق السنية وقودها؛ أكثر من الشيعة أنفسهم، بسبب العمق الجغرافي للشيعة الذي يمتد من بغداد الى أقصى الجنوب، وهو عمق لا يمكن للتنظيم الإرهابي أن يتوغل فيه، لأنه مكشوف في هذه المناطق.
لا ندري هل أن الإتفاق مع الشيشاني والأفغاني، كيف يكون أفضل من إتفاقك مع ابن بلدك، حتى وإن كنت مختلف عنه مذهبيا، وإذا كنتم متفقون معنا بإرهابية تنظيم داعش، كيف تسمحون لهم بدخول بيوتكم؟ وأنتم كما تدعون بأنكم تدافعون عن الشرف والكرامة، أليس هذا إنتقاص لكرامتكم وهدرا لشرفكم؟ نحن لا نقول بأنكم جميعا صافحتم تنظيم داعش وفتحتم بيوتكم لإيوائهم، لكن الغالبية العظمى منكم فعلت ذلك، الأمر الذي أدى الى تدهور أوضاعكم المعيشية وعدم إستتباب الأمن في مناطقكم، وهو الأمر الذي يحتاج منكم وقفة صريحة لوضع النقاط على الحروف وتشخيص المسيء منكم وعزله من بينكم.
إن مقاتلوا الشعبي إخوانكم، لبوا نداء المرجعية الرشيدة، للذود عن أرض العراق، التي تعيشون فيها، وغدا عندما تتحر أرضكم من دنس الإرهابيين، ستجدون هؤلاء المقاتلين يضعوا السلاح على جنب، ليعمروا مناطقكم لتعود أبهى وأجمل، فمتى يا أهلنا في الفلوجة تصحون من نومكم فقد طال ليلكم.