حيدر حسين سويري :
قد يرى بعضنا أنهُ أصبح “مسلماً”، حينما نطق الشهادتين، وفي أغلب الأحيان لأنهُ ولد من أبوين مسلمين، وفي أفضل الحالات حينما أدى الفرائض العبادية التي أمر بها الإسلام.
مَنْ أراد أن يعرف الإسلام، فعليهِ بمعرفة نبي الإسلام، ومن أراد أن يعرف نبي الإسلام، فعليهِ بقراءة القرآن، الكتاب الذي إحتج بهِ نبي الإسلام، على مَنْ خالفه، القرآن الذي هو كلام الرب، الذي جاء بهِ الروح القدس، أنزلهُ على قلب النبي الخاتم، ولنا أن نرى بماذا وصف القرآن محمداً:
يقول تعالى واصفاً نبيه:(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4){القلم})، هذه الأية تكفي لتعريف سمو الأخلاق التي كان يحملها نبي الرحمة، ولنرى بماذا يصف نبي الإسلام المسلم حيثُ يقول: ” المسلم مَنْ سلم الناس من يدهِ ولسانه”، وفق هذا القياس هل من نراهم اليوم مسلمين؟
وهل ما ينتشر من أفكار على لسان داعش ومن لف لفها هو الإسلام؟
يقول القرآن:(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ(159) مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ(160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(161) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163) قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(165){الانعام}) ولمن شاء الرجوع إلى السورة كاملة فإن فيها الشئ الكثير.
آيات واضحات تبين لنا أن الإسلام ورسولهُ بريئٌ من هؤلاء، بل تبين لنا أن هؤلاء ليسوا سوى القوم الذين قتلوا النبي وأهل بيتهِ، حتى قالوا عن الحسين وثورتهِ(لقد قُتل الحسين بسيفِ جده)!
أقوامٌ يتحدثون بالعنصرية وأصالة الأعراق والأنساب، بعيدين كل البعد عن النبي القائل:” كلكم لآدم وآدم من تراب”.
بقي شئ…
يقول إبن عباس:” الرزية الرزية، من حال بين الرسول والكتاب”(حديث رزية الخميس)