سوف ابتدء من حيث هو الزمن واسري بكم بين دروب المشقة والفقرالمفروض عنوة والشموخ قد يسأل أوتلتقي الجبال وان سارات بموازاة بعضها علمياً اكيد لا لكن ، في أيقونة الروح تلتقي القمم وتتظافر فتلد سماء مكللة بالسمو..
أشراقة مصطفى بنت السودان والجرح العتيق التي رافقتها الولايات والألم كرفقة الظل .
من صهيل الإصرار على الوصل نحو عالمية الإعلام والثقافة من خلف تلك الوجوه السمراء الداكنة وشمس السودان الحارقة وضيق الحال .
مدت كفها تلك الشابة المولودة من رحم أمها أولا ومن رحم الحدث ثانيا لتبني عرشها من بيع السندويج على زملاء لها في الدراسة لتوفر بعض المال حتى تكمل دراستها فهي لم تشاء أن يكمل العوزحينها على أنفاس إرادتها لا بل وقفت له وجه لوجه حتى انحنى الصبر لها خانعاً لا وبل مد بساطه لها حتى هذة الساعة وهي تثابر لبنات جيلها ووطنها الأم السودان ..
العوز الذي فرضته السلطات واحداث الوطن فتحولت النهارات الى ليالي ظلماء بعد ان كانت من ميسورات الحال اسرة سودانية تعيش بوسطية يسر الحال ..فهي الاقدار ان تكالبت تجبر الأنسان على ماهو غير مرغوب فيه ….رغم غربتها مازالت تحمل جراح الأرض والوطن المسلوب وضياع حقوق البسطاء في على كتفها .
فالقلب الذي حمل أوجاع الزمن العتيق لن يعجز عن حمل همومه وطنه … أنثى الأنهار أرى فيها وجه العالمية والمجتمع الذكوري العربي . الذي بات اليوم بحاجة إلى أن يقف أمام نفسه ويعترف أن هذة الأنثى لها الحق أن نفتخر بها مهما كانت جنسيتها خصوصا أن هذة الحالة تتشابه كثيرا في مجتمعات عربية عديدة .
لكن تختلف بلون البشرة ونطق الترحيب واقصد اللغة واحدة لكن الواقع العربي يغطي على الكثير من عيوبه. ماطلت اشراقة حامد زمن عنيد وفقر مفروض وحلم لم تحده أرض وسماء فعبرت على جنح الأمل إلى عالم ليس بسهل حملت ثوب الفقر والحرمان معها في حلها وترحالها كما حملت ثوب النجاح طرقت باب اوربا في النمسا حالمة بأن يغسل الثلج عن وجهها أوجاع السنين لكنها أرتطمت بواقع علمها التحدي والصبر أكثر فطقطقة أسنانها من البرد وهي تدرس وتعمل بالصحف لتوفر ثمن الرغيف والورق معا مازالت تطرق ذاكرتها الحزينة لكنها أستطاعت بجدارة صعب أن تناله مثيلات حيث بدل من أن تهرب من ذاك البرد وهي تقف في شارع القدر وتنتعل حذاءها الممزق ..عانقت أشراقة هذا البرد وأصبح لاينام إلا بين أضلاع صبرها قرير العين .
تحدثت اشراقة في أنثى الانهار عن تجربتها مع الختان في مجتمع ختن على عقله بالجهل مجتمع يتصور أن الختان يحفظ شهوة المرأة ويكبحها وهو جاهل أن عفة المرأة ليس بختانها بل بأخلاقها ودينها .
كذلك تناولت الكاتبة في كتابها الوضع السياسي في وطنها الأم الذي جعلها أن تركب موج الغربة لتبني قلعتها الإعلامية والأدبية بعيدا عن مخالب السلطة وقضبان الطغاة …
تجربة الكاتبة تأخذنا إلى العالم الحقيقي الذي يحاول الكثير أن يخبئه خلف حبر الحقيقة وهي أن المجتمع العربي يهدر الكثير من الشباب والقدرات التي تختار المهجر لتلم نفسها هذة الكفاءات التي هي خسارة لنا كعرب وكشرقين ومسلمين …
وعليه أقترح ان تصاغ تجربة الدكتورة اشراقة مصطفى حامد بأسلوب درامي بحت كتمثيلية لتصل إلى أغلب المجتمعات ولكي نعطي المرأة في السودان حقها في أن يرافقها الآخرون في ماحملت من وجع وطموح ونجاح ،ان تتبنى جهة معينة في اي دولة عربية تولي ذلك احتراما للمرأة العربية عامة والسودانية خاصة .
أنثى الأنهار حملتنا إلى وطن الوجع من خلال قلم الدكتورة اشراقة بشفافية السماء حملتنا معها إلى أعوام ماضيات حاضرات حملتنا لرسم جيل جديد مثابر . علمتنا أن ثوب البسطاء أثرى من ثوب الملوك وان العلم هو من يبقي الأنسان حيا بيننا بكل جوارحه وتحدياته ..
وبعبارات منهكة كتبت اشراقة عن تجربتها المتعبة فقالت : كل شيء يقود إلى الضياع ومقطع آخر…ها أنا أعلن هزيمتي كلمات لها وقع الديناميت في اذن القارىء تلك الكلمات هي من جعلت اشراقة حامد تولد من جرحها وتنزع عن جسدها الأسمر جلد اليأس تفز من غيبوبة الكأبة لتلف بنفسها عند كعبة الحياة فترتدي،
احرام الطقوس لتصعد عند عرفات الروح وتحضر عيد الوجود والولادة من جديد ..
تمكنت الكاتبة والإعلامية الدكتورة اشراقة أستاذتي من أن تنقل رسالتها للعالم أن العربية لاتقل عن مثيلاتها من الأخريات الغربيات وان المجتمعات رغم اختلاف تلفظتها واختلاف اللغات لكن لغة الثقافة هي اللغة الحقيقة واللغة الأم لكل البشر للتواصل بين مكونات الشعوب والحضارات ،
لا توجد سدود بين هذة العوالم لطالما استطعنا أن نأخذ الآخرين إلى فضاءات أوطاننا وبيوت الطين والفقراء والبسطاء وهم في عقر دارهم ..هكذا فعلت اشراقة هي لم تكلفهم عناء السفر والوقوف في طابور مطارات بل هم سافروا
من خلال نقل وصياغة الواقع من عالم ورقي ممزوج بالطموح إلى واقعية الحال من خلال انتقاء الحرف المخزون الواثق الخطى ولف الفكرة بأطارها الحق وهو الثقافة والتقنية اللغوية.
أنثى الأنهار ….تجربة يكفي الفخر بها أن الدكتورة أشراقة كتبتها دون خجل من فقر وحرمان وقسوة ظروف بل قالت بفخر انا بنت الثرى الأسمر بنت السودان والماء والعشب الثأر والعنفوان .. عبرنا مع الكاتبة إلى الحلم ودروب العلم .
وكما تفوقت في وطنها تألقت في المهجر كمثقفة سودانية نفتخر بها إعلامية شاعرة كاتبة ناشطة.
فالجدارة ليس في أن تكتب بل في أن تقنع الآخرين أن كاتب وتجيد ركوب صهوة الثقافة والعلم وهذا ما إجادته الدكتورة اشراقة مصطفى حامد أستاذتي ورفيقة الدرب .
شيرين سباهي رئيسة منظمة النسوة النمساوية
رئيسة المنظمة الدولية للتحقيق بالأنساب والقبائل العربية