شهد المطعم الجامعي .. لوسط مدينة ..الشلف .. معرضا للأدوات المنزلية التقليدية.. خلال العطلة الشتوية ..
كانت فرصة للوقوف .. رفقة الأهل والأبناء.. على منتوجات وطنية .. بأيدي محلية .. وبما أنه ليست المرة التي يقام فيها هذا المعرض.. فقد وقف الزائر على الجديد .. يستوجب الإشادة .. والتذكير..
شاب جعل من أعواد الكبريت .. بيوتا.. وقصورا.. وطاولات.. تغري من يراها لأول مرة .. قلت لصاحبها .. هذا الإبداع.. يذكرنا بهواية يدوية انقرضت.. فقد كان يستعملها .. المريض.. والسجين .. والعسكري.. وهاهي تنقرض .. لولا وجود مثل أناملك..
آخر.. حوّل جلد البقر .. إلى حذاء ..يلبسه الزائر في حينه .. إذا شاء وأراد .. والنوع الذي يريده.. والكيفية التي يحبذها..
بعض الشيوخ .. ظلوا طيلة المعرض .. يمارسون هوايتهم، في .. النسج.. وحياكة بعض الأطباق اليدوية التي تحمل أنواعا من الأكل التقليدي.. وكلهم حيوية ونشاطا .. حتى أنه يخيل للزائر .. أنهم فتية .. لم يعرفوا أيام الزمن بعد.. وهم الذين عاشوا مرارة الجوع .. والعري.. وفضاعة الاستدمار الفرنسي ..
فيما يخص النسوة .. فقد اشتركوا جميعا .. في صنع الحلويات .. وبعض الألبسة التقليدية .. للصغار.. والكبار.. والنساء خاصة ..
والخطاطين .. أبدعت أناملهم في كتابة الآيات .. بأشكال جميلة.. ملفتة.. وعرضها بشكل تغري الزائر.. دون أن ينسى الزائر.. أنه قدم ملاحظاته لأحد الخطاطين.. بأنه يفتقر للمسة الفنية، في كتابة .. إسم الله عزوجل .. وإسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقد كان الخط جافا .. وكأنه كتب اصطناعيا بالالة الراقنة أو الحاسوب .. وأقر بالملاحظة .. التي كانت قاسية على مسمعه .. لكنها صادقة .. صاحبها يريد لهذا النوع من الفن .. الرقي.. والازدهار..
أفضلهم على الإطلاق .. والذي يستوجب زيارة ثانية .. ذلك الشاب من أولاد محمد .. الذي جعل من السلك المعدني .. صورا مختلفة .. لأشكال متعددة .. تسر الناظرين .. ولايوجد من دخل المعرض .. ولم يتوقف عنده .. ويبدي إعجابه .. فيكفي أنه يصنع شجرة من سلك طوله .. 2200 متر.. أي 02 كيلومتر..
لكنه يتحدث بمرارة .. لأنه لم يتلقى أي دعم .. غير الوعود .. التي لم يعد يثق بسببها في أحد.. ويحدثك في نفس الوقت، عن .. الدعوات المتعددة .. التي تصله من عدة دول أوربية .. للاستفادة من خبراته .. وتقديم له كافة الإغراءات المالية .. والمادية ، من .. مسكن .. وسيارة.. وبيع .. ونشر ..
يتحدث الجميع .. الذين تحدثنا إليهم.. بما فيهم الرجال والنساء،إلى.. الإجحاف الذي يعانونه.. والتهميش الذي يتعرضون له .. وصعود غير أصحاب الحرفة والصنعة.. وبالتالي مزاحمتهم في كل ماهو أصيل مفيد ..