عندما نتحدث عن الدولة والحكومة والسلطة هناك عامل مهم وحيوي من دونه لا يمكن لهذه الاوصاف والمسميات ان يكون لها معنى من دون ” السيادة ” هذه المرة لن اسمح للحياء ان يحاصرني وأنا أضع المقدمات لموضوع طالما تمنيتُ الدخول إليه ، شاهراً سلاحي بوجهه . سأطلقُ النارَ عليه في كلّ اتجاه دون ان يكون للخوف مكانا في قلبي او قلمي ، الخوف الذي يجعل الحرف منكفئاً مدحوراً ، وهو يلوذ برحم قلمي ، يتهافت المسؤولين في العراق الجديد عندما يطلب منهم زيارة العواصم التي صنعهم اسيادهم فيها ، رغم علمنا ويقيننا ان صناعة البشر هي حكرا بالخالق عز وجل دون سواه ، اما الصناعة التي نقصدها والتي تميزت بعض العواصم في مهارة صناعتها هي ” الدمى ” ومصداق كلامنا على ذلك ، الطريقة التي تستخدمها إدارة البيت الأبيض في توجيه الدعوات الى المسؤولين العراقيين عندما يزورونها كونها لا تدخل في الاطار البروتوكولي المعروف الذي يمر عبر بوابة وزارة الخارجية ، بل تأتي بطريقة ” الاستدعاء ” طريقة التعامل الفوقي التي لا تعني في مفهومنا وعرفنا الاجتماعي وحتى الدبلوماسي سوى مفهوم ” العبد لسيده ” ان هذه الطريقة هي في حقيقة الامر بشعة ومذلة للعراق والعراقيين بغض النظر عن حقيقة من يحكمونا ، الغريب ان القادة السياسيين يتنافسون على هذا الاستدعاء المشين بل يصل الحد الى الطلب من مراجع صناعتهم بضرورة تحقيق التوازن في الاستدعاء، ليبدأ من بعدها فصل جديد ومضحك للغاية في إيجاد مخرج لهذه الطريقة الفضة في الاستدعاء من أولئك المستدعين ، فسرعان ما يتحول الاستدعاء الى رحلة علاجية او الى توقيع مذكرة تفاهم او زيارة رسمية ضمن جدول اعمال المسؤول ( ضحك على الذقون ) لا نريد ان نقول ان سبب الزيارة يفهمه القاصي قبل الداني وهو الاستعداد لمرحلة جديدة من مسلسل تعددت اجزاءه الاجرامية اليومية . واختم مقالتي بما قدمه احد صناع الدمى لهؤلاء السياسيين من نصائح الى زميله الذي تسلم المهمة من بعده قائلا … إياك ان تثق بأيّ من هؤلاء الذين أتيحت لنا فرصة اختيارهم، فنصفهم كذابون، والنصف الاخر لصوص … ولكن وعلى الرغم من كل هذه المحاذير والمخاوف فأنني أنصح وأؤكد على أن لا تفرّط بأي منهم لأنهم الأقرب إلى تنفيذ مشروعنا الديمقراطي فكراً وسلوكاً، وضمانةً مؤكدة، لإنجاز مهماتنا في المرحلة الراهنة، وإن حاجتنا لخدماتهم طبقا لاستراتيجية الولايات المتحدة، مازالت قائمة وقد تمتد إلى سنوات أخرى قبل أن يحين تاريخ انتهاء صلاحيتهم الافتراضية، بوصفهم (مادة تنفيذ) لم يحن وقت رميها أو إهمالها بعد..