أللهم إهدي “ألعُلماء”:
تَشَعَّبَتْ الذّنوب وإمتدت إلى حيث ما لا يعلمه إلا الله تعالى وتكاثر آلنّفاق على كلّ صعيد, خصوصاً بإستغلال مظاهر الدِّين وآلعلم وكلّ وسيلةٍ مُمكنةٍ لأجلِ لقمة أدسم حتى لو كان بالحرام, بحيث إنقسمَ الناس وباتوا صنفين, الأوّل؛ [يرى المعروف مُنكرَاً والمُنكر معروفاً]!
والصنف الثاني؛ [يأمر بآلمنكر و ينهى عن المعروف], بل و[يُشرّدون ويقتلون كلّ مَنْ أراد العدل وقال كلمة ألحقّ أمام الظالم].
و مقياسهم في تبجيل و تعظيم ألمكانةُ والقيمة الحياتيّة للأنسان, قد إنقسمَ الناس في تقديرها لصنفين أيضاً هُما؛
ألأوّل: يرى أن تحقّق المكانة الأجتماعية (القيمة المُعطاة) على أساس مقدار المال من دون النظر لمصادره و كيفيّة الحصول عليه!
ألثاني: تتحقق مستوى المكانة (القيمة المُعطاة) من خلال مستوى المنصب الذي وصله, من دون النظر لسوابقه و الجّهات الدّاعمة!
وهناك معيارٌ ثالث لكنه محدود ضمن إطار (ألدِّين) حيث تُعطى المكانة للشخص على مدى الجاه الحاصل عليه عن طريق ألدِّين, أو علاقته و قُربهُ من المرجع الأعلى, لكنهم و الناس معهم تاركين كتاب الله و العمل بأحكامه خصوصاً المتعلقة بآلمعاملات!
تلك المعايير باتت اليوم شيئا عاديّاً و واقعاً, فحين يزور مليونيراً منطقةً ما أو مجلساً أو مضيفاً, يقوم الجميع له إحتراما و تعظيماً, وهم يتمنّون لو يجدوا سبيلا للتقرب إليه كي يصلهم بعض ماله المخلوط بآلحرام, إن لم يكن كلّه حرام, وهكذا يتمنّى الشيئ نفسه مع المسؤول أو مرجع الدِّين سواءاً كان حزبيّاً أو حكوميّاً أو مذهبيّاً, علّه يحصل بواسطته على جاهٍ و مقامٍ أو وظيفة يدر له المال والمنال!

هذا كلّه لم يعد يختلف عليه عاقلان, خصوصاً بعد ما عبّرتُ مجازاً بكون (الشّيطان) قد قدَّمَ إستقالته لِله تعالى(1), لكون الناس يُؤمنون بآلعقول فقط من دون القلوب, التي أساساً لم يعد لها وجود, و إن وجدت فأنها ممتلئة بآلحقد و الكراهية و الأنتقام, فأصبح البشر مُجرّد كومة من اللحم والدّم والعظم والعروق و الشعر, لهذا لا يسعى إلاّ لأحياء البدن (العارض) من دون (الجوهر).

هذا كلّه صار عادياً و لم يعد خافياً حتى على الأطفال الذين يولدون و يتعلمون بفترة قياسية تلك الدروس البشريّة من أولياء أمورهم و مربيهم ومعلّميهم لا من الشيطان “حاشاه” الذي إنسحب أخيراً كما أشرت و هو يتباهى أمام الله تعالى .. و بسرعة فائقة تعجّب منها كلّ ذي لِبّ إنْ وُجِدْ, لكن الذي جَذَبَ إنتباهي منذ فترة, هي قضية أمرّ و أدهى .. ربما أسوء و أخطر من كلّ ما أسلفت عبر التأريخ و هي:
أنّ موسوعات عالمية يشرف عليها أكاديميون و علماء وأساتذة جامعات كموسوعة (الوكبيديا) و التي تُعتبر بمعايرنا الكونية (أمّهات الكُتب)؛ يسرقون كلامنا و فلسفتنا ومقالاتنا(2) ضمن موسوعاتهم من دون ذكر مصادرها خصوصاً الشرقية بعد ما كانت تمتهن النزاهة والأمانة لبعض الحدود, ولئن كان طبيعيأً أنْ يسرق نتاجك و عصارة وجودك الحقيقي “السّياسيون و الأعلاميون والشّعراء” وكُـتّاب الرّوايات والشعر وتمويهها – بلوية – أخرى ولأسباب معروفة أجملها بـ(فقدان الفكر في وجودهم) وكما بيّنا في المقال السابق(3)؛ إلّا أنني لم أتوقع أن يفعل ذلك .. هؤلاء “العلماء” و “الأكاديميون” لكونهم يُمثلون أساس العلم وقمة الفكر في البشرية!
فماذا تتوقعون من مستقبل الأرض ألدائرة بقوة الجاذبية والتكنولوجيا والروايات والشعر إلى الأتجاهات المجهولة!؟
لذلك و كما قلنا ما مضمونه في همسةٍ كونيّةٍ؛ [لا جدوى مِنَ العِلم والأدب و الشعر إنْ لَم يكن توأماً مع الأخلاق], و السبب لما أشرنا:
[ألدِّين و آلعلم توأمان؛ إنْ إفترقا إحترقا], لكن المشكلة الحقيقيّة ألأعظم تكمن في فهم فلسفة الأخلاق ألّتي هي أصل الوجود والخلق(4).
الفيلسوف الكوني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قلنا سابقاً؛ بأنّ (الشيطان) وبعد ما رآى العجب العجاب في تعامل البشر وفساده, قدّم إستقالته لرب العباد, طالباً منهُ تعالى إعفائه من منصبه الذي تَسيَّده الناس بكفاءة فاق حتى قدرة الشيطان.
(2) كمثال؛ عَرَضتُ ضمن مباحثي الكونيّة في [أسفارٌ في أسرار الوجود], موضوعات منوعة بعنوان [حقيقة الجَّمال و دوره في الوجود], و كذلك [دور الجّمال في تشذيب و تعديل القوانين المدنيّة] و غيرها, نشرت بعضها قبل 20 عاماً, لكن تلك الموسوعة و غيرها أضافت خلال السنتين الماضيتين فقرات ضمن(موسوعة وكبيديا) بنفس العنوان تقريباً, وإستدلت ببعض الأسماء الأجنبية التي لم أتحقق من صحتها لأيماني بعدم وجود من سبقني في هذا المجال, هذا مع عدم الأشارة لمقالاتي المعنية, و هذا يُدلّل على تسرّب الفساد لأعلى المستويات لتكون مؤشرات مدمّرة لا تُحمد عقباه, هذا بعد ما باتت حكام البشرية تحسب الفساد شجاعةً و ذكاءاً و حنكةً للأسف!
(3) بعنوان: [لا تستوحشوا ممّأ في العراق .. إنّها التربية], عبر الرابط:

لا تستوحشوا ممّا في العراق .. إنها التربية !


(4) مؤلفات ومجلدات أخلاقية ظهرت وتظهر لتصبح ضمن التراكم التأريخيّ بلا زيادة ومعنى فيما قرّره بعض العُرفاء للآن وللأسف.