يختلف الكثيرون في إعطاء اسم لتلك العلاقة المقدسة ولعل هذا الاختلاف منشأه الاختلاف في فهمهم لها؛ أهي فكرة قديمة للإنجاب أم هي مشاعر مكبوتة تحتاج إلى متنفس لها البعض اسماها عشا و أخر اسماها قفصا وتلك الأسماء نتجت عن فهمهم للزواج فمع كون الزواج عشا وقفصا فلا عجب أن نجد الزوجين ومع أول فرصة للإفلات من ذلك العش أو القفص يحلقان بعيدا عن بعضهما نحو أفق أرحب بغض النضر عن ذلك الأفق والى ما سيؤل. أما من نضر إلى الزواج على انه أفق للسعادة قد ازدان بالورود الجميلة التي تفيض بشذاها لتملأ النفس راحة وطمأنينة وقد أشرقت فيه شمس الحب المتسللة من بين غيوم بيضاء صغيرة تملا النفس بهجتا وسرورا فتجده متمسكا بذلك الروض ولا يطيب له مكان سواه والفرق بين الاثنين كبير جدا فأين القفص من ذلك الروض والسؤال المهم كيف نحول ذلك القفص إلى أفق جميل وهل هذا ممكن ؟ نعم انه ممكن فكل ما نحتاج له هو معرفة صحيحة لتلك الشراكة،وفهم ،وقرار ؛فقبل أن أتزوج لابد أن اعرف لما أتزوج ؟ ومن أتزوج؟ وكيف سنكون (سعيدين) لا كيف أكون سعيد؛ عندما نسأل أنفسنا تلك الأسئلة عندها فقط سنحصل على الروض والسعادة والأنس الأبدي هذا لمن لم يدخل أفق الزواج بعد أما من دخلة القفص فليس علية إلا إن يسال نفسه كيف سنكون (سعيدين) ومع الجواب سيتحول ذلك القفص و بعصا سحر الفهم روضا للفرح. فالكثير يتزوج دون أن يعرف لماذا تزوج ولي أي شيء؛ ذلك الجهل يودي إلى اختيار مجهول وجهل بعد جهل يودي إلى جهل لدروب السعادة والفرح ليعيش حياة البؤس والشقاء لماذا لا نسير على ما سار عليه غيرنا فالبعض وقبل الزواج بات يدخل دورات لتعليم السعادة الزوجية وسبل الوصول لها فتوجد لديهم مراكز متخصصة لهذا الشيء في حين أننا لا نزال نحصر جل اهتمامنا في السيادة على البيت ولمن تكون له يد الطول في تلك الشراكة هذا لمن يعدها شراكة فالبعض ولحد ألان لم يصلوا إلى هذا الفهم فالعبودية هي التي تحكم علاقاتهم متناسين نداء السماء ونداء العقل وكل نداء فالكل يدعو إلى أن نملأ البيت حبا وسعادة وان نسامح بعضنا وان نعيش لسعادة غيرنا ونجعلها سرا لسعادتنا فترانا ننسى كل ذلك ومع أول خلاف يعصف خريف الطلاق ليهدم ميناء الأمان مسافرا بسفننا إلى بحر المجهول