كل عام و أنت أيها المشرف على نشر الحقائق في عروس الأهوار, أتمنى لك و للعائلة و لكل من تحب الخير و العاقبة الحسنى في الدارين .. و كل عام و أنتم بخير .. مع المحبة الدائمة على مائدة الفكر و العشق.
أخوكم: الفيلسوف الكوني : عزيز الخزرجي
أصدقاءٌ بِلا مِصداق:
يا إلهي آنسني بصُحبة صادقٍ حليم ذو حياء يُؤمُنُ بآلقيم الأنسانيّة – ألآدمية لَعَلّيّ أصطلي بقبس من نوره و ناره لمقاومة موجات آلغوغاء من الخارج و أعاصير الألم من آلدّاخل .. في زمنٍ فقدنا فيه لقمة من حلال أو صديق يُرتاح إليه بسبب إنجماد العاطفة وتحجّر القلوب الصدئة و ثوران الشهوات وحُبّ التسلط و المال, فآلنار أهون من معاشرة المنافقين ألفرحين الذين تعجّ بهم مساجد … و مراكزه و أمصاره في دُّنيا بائسة خصوصاً بلادنا التي صار النفاق فيها معياراً للتقيم لأجل السلطة والرّواتب و الفساد لهذا فضّلتُ كل أذىً وغربة و وحدة حتى النار بدل عشرة ألمُدّعين الذين عمّقوا الجّهل وأماتوا الخيال و التأمل الأيجابيّ والعرفان وأزالوا حُجب الحياء وآمتهنوا الكذب والنفاق والجهل والخيانة وآلغذر لتغرير الناس حتى إنقلب المعروف منكرا والمنكر معروفاً بل ويأمرون بآلمنكر وينهون عن المعروف لتتسيد الحكومات الظالمة على الشعوب!

في هذا الزّمن المالح جدّاً – و ككل الأزمان على ما يبدو – حين تكون نار الوَحدة خيار العاشقين للنّجاة من سموم المنافقين وأكاذيب الدّجّالين ألمُتحزّبين؛ فأنّ الفوز الأكبر يوم القيامة لا شكّ من نصيبهم وجنان الله منهم قاب قوسين أو أدنى.

حفظتُ الكثير من المقولات في السنوات الأولى من العمر و تعلمتُ الرّسم و الكتابة قبل دخول المدرسة و لم أكن أعي أبعاد كلّ ما أقرأ كـــ [ألصّديق مَنْ صدّقك] أو [رأس الحكمة مخافة الله] أو [علي مع الحق و الحق مع عليّ] وبقية اللوحات التي كانت معلقة على جدار (ديوانيتنا) في بيت جدّي الحاج ألشيخ جواد البزاز رحمه الله, لكن تلك اللوحات صارت و مضات في طريقي للفكر ولرسم عقيدتي التي أرشدتني لدرك أسرار الوجود ونيل أعلى درجات المعرفة والفلسفة الكونية بحمد الله.
إلّا أنّني ما زلتُ أشكّ بمصداقيّة مقولة [ألصّديق مَنْ صدَّقَكَ], خصوصا وإنيّ لم أجد له مصداقاً إلاّ في مجموعة صغيرة إستشهدت على يد المتحزّبين في غفلة من الزمن أثناء مواجهتهم للمنافقين الذين وشوا بأمرهم للسلطان العراقي المقبور!

هذه المقدمة مدخل لموضوع أساسي نُريد بيانهُ .. وعذرا ًعلى الأطالة التي لا بدّ منها لأهمية الموضوع:

بعد إغلاق حسابي في (الفيس) العام الماضي كانت تربطني علاقات صداقة مع آلملايين من الناس من خلال أكثر من 10 الآف إعلامي ومثقف و أكاديمي ورئيس وكروب يُمثلون عماد الثقافة و الفكر و الفلسفة الكونية ليس في العراق فقط بل في العالم كله لكونهم عرفوا مكانتها التي تُمثّل إمتداد الفكر في هذا الوجود .. لكنّ نتيجة نكزات الأميين ومضايقات اآللؤماء الذين يكرهون (الفكر) بجانب آلمشرفين على الفيس و كَوكَل آلذين أعمى الله بصرهم و بصيرتهم لمعاداتهم و حقدهم ألمزمن على الفكر الكوني لجهلهم بقيمتها .. وكانوا يعادونها أساسا لأسباب بيّناها تفصيلاً, أوّلها؛ ألتّكبر على الحقّ و آلغرور ألّذي سبّب الخراب و الدّمار داخل وخارج نفوسهم وعوائلهم و حلقاتهم المُتشنجة ألمأزومة.

ورغم تبدّل الأنسان في هذا العصر نحو الأسوء و إنقلاب المفاهيم بحيث (أصبح المعروف منكراً و المنكر معروفاً بل تعدى ذلك إلى آلأمر بآلمنكر والنهي عن المعروف)؛ إلاّ أنّ بعض “الأصدقاء” و “الأخوة” في الآونة الأخيرة طلبوا وبإصرار فتح حساب جديد في (الفيسبوك) بعد ما كان السيد الموسوي أعزّه الله يقوم بنشر مقالاتي مشكوراً حتى تمّ إغلاق حسابه .. لذلك فتحتُ حساباً آخر قبل فترة وجيزة, وفي غضون يوم و ليلة إنهالت عليَّنا طلبات الصّداقة التي جاوزت الحدّ المسموح به وهو 5000 “صديق” بآلمعنى الرائح في هذا العصر و ليس بمقياس و معايير الفلسفة الكونيّة التي بيّنّاها ولتلك المحدوديّة لا أستطيع أضافة المزيد, لكنّ هذه الصِّداقات مع كامل إحترامي و إعتزازي لأصحابها تحتاج لتوثيق و مصداق عمليّ!

ومصداقها يا أصدقائي بإختصار؛ هو نشر الموضوعات والأفكار المطروحة ومشاركتها في المواقع و الكروبات “الصديقة” المشتركة, وهذا ليس فقط من باب الوفاء؛ [لصداقة الأصدقاء], بل للحصول على الثواب الأجزى, لأنّ [زكاة العلم نشره].

إنّ (فلسفتنا الكونية العزيزيّة) ستكون بإذن الله سبباً للخلاص من الحالة الطفيليية لبناء الأنسانيّة المعذبة لأعتمادها على الفكر والعمل والأنتاج الذي يستلزم الأيمان بآلله الذي وحده يسبب ترسيخ قيم الأنسان وتُعطيه المكانة الحقيقية على أرض الواقع العملي الذي يشهد ويجلب كلّ الخير يوم القيامة حتى الجنة وما فيها بعكس الأنظمة الأرضيّة الأخرى التي تحتال وتُكذب لتسخير الناس وتعبيدهم عن طريق تقييدهم بألأوامر الحزبيّة الضيّقة لقتل روح الأبداع وتنشيط الروح الطفيلية.

لهذا فأنّ فلسفتنا مع الصّدق هي الطريق الوحيد للنجاة و الخلاص من آلفقر و البؤس والشقاء والنفاق والكذب و التّكبر و التّحزب الجاهليّ الذي إبتلي به عالم اليوم كما الأمس كما الشيطان قبلهم جميعاً بسبب الغرور و التراكم التأريخي الذي خلّفه كُتّاب الأحزاب و إعلاميّ آلسّلطة لنهب الناس بعد إستحمارهم و تقيدهم!

و مرادي بعد كل هذا هو؛ إنْ كنتم حقّاً أيّها ألأصدقاء الأصفياء؛ تُحبّون الله تعالى الذي وجب علينا الفكر والفلسفة الكونيّة كآخر ورقة إختصرتْ وراثة الفكر الأنساني من آدم حتى آلخاتم وما بعده لتحقيق العدالة وآلسعادة للجميع؛ فأرجو مشاركة و نشر المنشورات لتعميم الفائدة والأسراع نحو الهدف المنشود, وأنا أجيز لكم النشر و لا أطلب المال والشهرة إلاّ للفكر الذي أحملهُ لأحياء الأنسان وفي كلّ ألمُجتمعات, خصوصاً العربيّة وبشكل أخصّ العراقيّة المُحطّمة بسبب الفاسدين والمفسدين ألذين نشروا الجهل و الأميّة الفكريّة و الدّين الشكلي التقليدي لبعض المراجع بجانب الأحزاب التسلطية التي تجاهد لكل شيئ إلّا آلحقّ وآلعدالة اللتان لا تُعرفان إلاّ بالفكر ولا تُطبّقان إلا بنكران الذات كوسيلة للنجاة والأصل الفاصل بين أهل النار و اهل الجنة, و(مشاركتكم دليل وفائكم لصداقتنا في زمن الغدر والخذلان) الذي وصفناه بآلقول:
ناس هواى .. أشوفنهُم ورد و أندار .. ألكَاهُم مناجل تحصد بروحي.
حكمة كونيّة : [أبخل آلناس وأخَسَّهم؛ مَنْ تعلّمَ منكَ القيم و آلحِكَم .. وسعى لبيعها عليكَ ثانية].
عزيز الخزرجي / فيلسوف كونيّ