حيدر حسين سويري:
يَكْفُلُ الدستورُ العراقيُ للمواطنِ أن يُطالب بما يُريد، ولكنَّ الدولة ليست كفيلة بتلبية طلبهِ، أو الموافقة عليهِ، خصوصاً إذا كان مخالفاً للقانون، أو خلاف الرؤية السياسية للدولة، فلقد رأينا عدد المستفتين على عدم إنسحاب بريطانيا من الأتحاد الأوربي، ولكن البرلمان أصر على الإنسحاب حتى مع إستقالة رئيس الحكومة، لأن الأول رأى المصلحة في الإنسحاب…
ولندخل في صُلب الموضوع، فالمدعو(داود العراقي العربي) يكذب حين يقول: وتغيير إسم محافظة تكريت إلى صلاح الدين!! ونسألهُ: متى كانت هناك محافظة بإسم تكريت حتى تحولت إلى صلاح الدين؟!(شفتنا سود حسبالك هنود؟!)، لم تكن تكريت سوى ناحية تابعة لقضاء سامراء، التابع للعاصمة بغداد، وتم إستحداث محافظة جديدة من قبل مجلس قيادة الثورة المشؤوم، تحت إسم صلاح الدين، حيث أن قرية العوجة التي ينتمي إليها ربهم الاعلى، من قرى ناحية تكريت، وعندما كان يُمني القائد الضرورة نفسهُ بهذا اللقب، تم إطلاق هذا الأسم(فكانا خرابان تعاقبا على خراب الدين)، وللعلم والإشارة: بدأت الأحقاد تظهر جلياً بين أهالي تكريت وسامراء، بعد هذا الإستحداث، وأهل المحافظة أدرى بـ(طلايبها).
ثم لنأتي ونقارن بين الأسماء القديمة والمستحدثة، فأما القديمة: فأسماء عربية، مثل(الموصل) والتي تعني الطريق الموصل إلى الشام، وتم إستحداثها إلى الأسم الأشوري(نينوى) وهو من مقطعين(ني) وتعني(إله) و(نون) وتعني سمكة، وبهذا يكون معناها(إله السمكة)!
أما الحلة، فإسم عربي معناه(زنبيل كبير من قصب يُجعل فيهِ التمر)، بمعنى أن المدينة إشتقت إسمها من طبيعتها الزراعية، المشهورة بكثرة النخيل، وغزارة إنتاج التمور، وتم تغيير إسمها إلى(بابل)، والتي تعني(باب الإله)!
بإختصار نصل إلى نتيجة: إما أن يكون البعثيون: ليسوا عرباً ولا موحدين أو أنهم أغبياء حمير، لا يفقهون شيئاً، فأين شعارهم(أُمة عربية… ذات رسالة….)!
ثُمَّ يقول هذا المدعو:(محافظة واسط، سميت بهذا الاسم تَيَمُناً بإسم بانيها الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 78 هجرية وأتمها في سنة 86 هجرية لتكون مقراً جديداً لجنوده من أهل الشام. فإبدل اسم الكوت به.)
الحجاج! الوالي الأموي السفاح، قاتل حجر بن عدي وعبد الله بن الزبير وثلة كبيرة من المؤمنيين، الذي إتخذ من واسط مقراً لجيش الشام، ليذل أهل الكوفة ويذيقهم الهوان، فهل كان أهل الكوفة في ذلك الوقت صفويون أم عراقيون مسلمون؟!
بقي شئ…
يقول القرآن(وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً[الإسراء:8])، على البعثيين والناطق الرسمي اليوم بإسمهم: من صرخيين ومن لف لفهم، أن يكفوا نباحههم، فلدينا ما يكفي من حجر.