أرض العراق ترتوي بِدماء الشهداء وجرحى التظاهرات….وغياب صريح وواضح من رجال الكنائس ومن نواب شعبنا الفاسدون لإدانة مايحصل من جرائم بحق الشعب العراقي العظيم !!
وسام موميكا
بداية ..أتقدم بالتعازي إلى عوائل الشهداء الذين سقطوا في التظاهرات الشعبية ، ونسأل الرب ليتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أهلهم وذويهم وجميع محبيهم الصبر والسلوان ، والشفاء العاجل والتام للمصابين والجرحى .
قال الشاعر الألماني ( جورج بوشنر ) : ” إن مَن يقومون بِثورة إلى مُنتصفها فقط ، إنما يحفرون قبورهم بأيديهم ” ………ولذلك لابد من الاستمرار في التظاهرات الشعبية
منذ الأول من شهر أكتوبر إنتفض الوطنيون الشرفاء والغيارى من أبناء الشعب العراقي العظيم على الحكومة والأحزاب السياسية والطائفية الذين عاثوا في الوطن فساداً وسرقة لثروات ومقدرات الشعب العراقي ، وبالتالي خلفوا للعراق هذا الخراب والدمار والمحاصصة والفساد والظلم الذي أظهروه للشعب العراقي من خلال الممارسات القمعية والإجرامية لبعض الأجهزة الأمنية المحسوبة على الحكومة الحالية الفاقدة للشرعية برئاساتها الثلاثة (رئاسة الجمهورية /برلمان / رئاسة الوزراء وتوابعهِا ) ، ورغم ممارستهم شتى انواع ووسائل القمع ضد المتظاهرين السلميين من قتل وخطف وترهيب وتهديدهم أخيراً بالحشد الشعبي كما صرح به بعض قادة الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية ، وهذا مايسعى إليه البعض لتحقيق مطامح وأهداف إيران التي عاثت هي الأُخرى أيضاً في وطننا خراباً ودماراً من خلال دعمها وتمويلها لبعض الجهات والأحزاب والأشخاص التابعين إليها ، وهؤلاء معروفون لدى أبناء الشعب العراقي .
وإن الشرارة الأولى لهذهِ الثورة الحقيقية للشعب العراقي المضطهد والمظلوم قد بدأت من بغداد الحبيبة ومن ساحة التحرير وإمتدت حتى محافظاتنا الجنوبية العزيزة الثائرة بِشعبها الأبي ضد ظلم وطغيان وفساد الحكومات السابقة والحالية المتملثة بِحكومة السيد عادل عبد المهدي الذي جاء بحزمة من الوعود لإحداث الإصلاحات حسب ما إدعاه منذ اللحظة الأولى من تسلمه منصب رئاسة الوزراء، وللأسف فإن تلك الوعود والإصلاحات التي نَطق بها ولطالما إنتظرها جميع أبناء شعبنا العراقي ، إتضحت أنها كذب في كذب كما كانت وعود الحكومات العراقية السابقة والفاسدة !!.
ومع فَشل الحكومات العراقية السابقة والحالية في تلبية مطاليب وطموحات وتطلعات الشعب منذ عام ٢٠٠٣ الى هذهِ اللحظة التي تسيل فيها الدماء الزكية والطاهرة لشهداء وجرحى الثوار من أبناء الشعب العراقي لأجل الخلاص من الظلم والفساد السياسي والحكومي الذي دمر البلاد .
كما وانه من المؤسف والمُعيب أننا لم نسمع صوتاً ولاتصريحاً واحداً من رجال كنائسنا في العراق لإدانة وشجب الأفعال الإجرامية ضد المتظاهرين الثائرين ضد ظلم وفساد جميع الأحزاب السياسية التي جائت مع الإحتلال الأمريكي منذ ٢٠٠٣ ، وكان الأجدر بالبطريرك الكاردينال “لويس ساكو ” اثبات وطنيته وتأييده لمطالب المتظاهرين ورفضه كل أنواع وأساليب البطش والقمع التي تمارسها حكومة عادل عبد المهدي بِحق المتظاهرين السلميين من أبناء الشعب العراقي ، وحيث أنه مثل هذا الأمر من صلب واجباته الدينية والأخلاقية والإنسانية ، بالإضافة الى ذلك أننا كمسيحيين نكون جزءاً مهماً وأصيلاً من أبناء المجتمع العراقي العريق ، لذا نتمنى من جميع رجال الدين المسيحيين أن يسجلوا حضورهم في الثورةالعراقية القائمة حالياً ضد الظلم والفساد ، لأن مصير ومستقبل المسيحيين مرهون ايضا بِمصير ومستقبل الشعب العراقي بجميع قومياته وأديانه وطوائفه .
كما وأطالب من خلال هذا المقال جميع نواب شعبنا من المسيحيين إلى تقديم طلبات الإستقالة من عضوية البرلمان العراقي الفاسد والفاقد للشرعية الجماهيرية ، وذلك حفاظاً لماء الوجه وإحتراماً لإرادة الشعب ولدماء الشهداء والجرحى المتظاهرين ، وحرصاً منا على سمعة وتاريخ أبناء الشعب المسيحي “العراقيين ” الأصلاء بِمختلف طوائفهم الكنسية والقومية .
يارب إحفظ العراق وشعب العراق
والرحمة لشهداء الوطن
والشفاء العاجل للجرحى والمصابين