سامان داؤد
أردوغان الرئيس التركي الحالي و الذي يحاول تكوين سلطنة عثمانية جديدة و
يعلن نفسه سلطان تركي عثماني جديد و يعلن الزحف الكبير و الفتح المبين .
أردوغان و الحلم الذي يراوده منذ ان تسلم رئاسة الجمهورية التركية بتمديد
صلاحيته الرئاسية و التي اصطدمت بالفوز الكوردي اثناء الانتخابات
البرلمانية التركية السابقة لهذه و التي كانت قبل حوالي 6 اشهر و لكن
أردوغان عرف من اي باب يعود و هو باب الإسلام السياسي و القومي و فتح
الصراع الكوردي التركي من جديد بعد ان قرر حزب العمال الكردستاني بزعامة
أوجلان و الذي هو في السجن التركي ان تتم ايقاف العمليات العسكرية ضد
تركيا و محاولة بناء اتفاق سلام حقيقي و من جراء هذا الشيء حقق حزب
الشعوب الديمقراطية الفوز في الانتخابات البرلمانية التركية السابقة و
لكن أردوغان لم يرضى بالنتائج التي كانت السد المنيع ضد احلامه في توسيع
الصلاحيات ونجح بإعادتها مرة أخرى بعد ان اختلق ازمة سياسية من لا شيء او
انه لم يجد التحالف الذي يناسبه .
أردوغان كيف نجح مرة أخرى؟
الجواب بسيط و ليس بالخافي عن القارئ الكريم ان أردوغان اعادة فتح ملف
حزب العمال الكردستاني لتشويه حزب الشعوب الديمقراطية الذي يمثل الذراع
السياسي للحزب الذي مقره يقع في جبل قنديل ، حيث تنازل أردوغان عن دعم
جماعته الإرهابية داعش مقابل اعادة الانتخابات و كسب دعم شعبي تركي قومي
بشكل خاص و واضح حيث لعب أردوغان على الوتر القومي هذه المرة اكثر من
الوتر الديني الذي عرف انه لم يعد يستهوي التركيين ك قبل و بالتالي اعلان
حرب تركية قومية ضد الPKK و بدون سبب و لو رأينا و راجعنا سبب حرب
أردوغان الجديدة ضد الأكراد لسبب افضل وصف له أنه تافه جدآ و هو عدم
السماح للأكراد في سوريا تشكيل قوتهم الخاصة و اقليمهم او حتى دولتهم
باعتبارها خطر على الأمن القومي التركي و شارك معه في هذه المؤامرة بعض
من يحكمون جزء من كردستان الكبرى لإدخال أنفسهم في الشأن الكوردي السوري
الذي لم ينجحوا بدخوله إلا بالتعاون مع تركيا و نجحوا بإثبات أقدامهم في
مناطق اكراد سوريا .
الشعب التركي يرى أردوغان بالناصر للقومية التركية و يراه الشعب العربي
السلفي الجهادي بالناصر للإسلام والمسلمين و فرحة ما بعدها فرحا عند
اخوان المسلمين و فروعها في كل مناطق تواجدهم و السؤال هنا هل سيعود
أردوغان الى دعم التنظيمات الإرهابية في العراق و سوريا و ليبيا و كل
منطقة و بشكل خاص داعش؟
داعش تتنفس الصعداء بفوز أردوغان بعد ان ضحى بهم أردوغان من اجل
الانتخابات مؤقتا من المرجح بشكل كبير قيام أردوغان ب ارجاع الدعم السابق
الى داعش و خاصة محاولة إضعاف YPG الذراع العسكري ل PKK في سوريا مما قد
يؤدي إلى سقوط مناطق متفرقة من روجافا كما يسميه الاكراد و بالتالي
العودة الى نقطة البداية في الاخذ و الجذب بين الاكراد و تركيا.
موقف الاكراد كيف ؟
الاكراد تراجعوا بشكل كبير لانهم رجعوا الى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم
و بالتالي عودة نظرة الكره ضدهم من قبل اغلب الأتراك و بالرغم انهم
حاولوا جاهدآ ان يحل السلام مع تركيا ، لكن أردوغان عرف من اين تؤكل
اللقمة و الخلطة كانت ممتازة و نجح بنسبة كبيرة و لكن عليه تحمل عواقب ما
فعله لان PKK لن يسكت و لن يعود الى طاولة المفاوضات مرة أخرى و خاصة
أنهم لم يعدوا مثل قبل بنظر اغلب الدول حيث تم تغيير النظرة من سلبية الى
إيجابية من قبل اغلب الدول الى حزب كان مصنف ك حزب إرهابي.
أردوغان فتح ابواب الجحيم على نفسه و قد هناك مظاهرات مستقبلية ضد
أردوغان مثل قبل و هنا نقطة الفشل الوحيدة في مشروع أردوغان الذي سيتعب
هذه المرة كثيرآ و قد يندم من عودة صراع اكبر منه و من طموحاته
المستقبلية. سيخسرها مرة و هذه المرة نهائيآ . لأنه اصبح كارد محروق من
قبل الدول الكبرى و جعله يعود ليهدم ما بناه