قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 2 يوليو/تموز 2016، إن بلاده تعتزم منح الجنسية التركية للاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، مشيراً إلى أن موقف بلاده من رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يتغير.
وقال أردوغان: “أعتقد أن من بين الأخوة السوريين مَنْ يرغب في الحصول على الجنسية التركية، وهناك إجراءات تتخذها وزارة الداخلية التركية بهذا الشأن”.
وأوضح الرئيس التركي أنه سيتم العمل على منح المواطنة للاجئين السوريين الراغبين في الحصول عليها، عبر متابعة مكتب خاص شكّلته وزارة الداخلية التركية في هذا الإطار.
جاء ذلك في كلمة له خلال مأدبة إفطار أقيمت بولاية كليس الحدودية مع سوريا بمشاركة أسر قتلى أتراك وعائلات سورية لاجئة.
وجدد الرئيس التركي تأكيده على ثبات موقف بلاده من الأزمة السورية التي تعصف بالبلاد، منذ أكثر من 5 سنوات، مخلفة مئات الآلاف من القتلى.
وأضاف أردوغان أنه “لا يمكن القبول بحكم ظالم (في إشارة لنظام بشار لأسد) يمارس إرهاب الدولة، وتسبب في مقتل 600 ألف سوري، وتجاوزت ممارساته العدوانية، ما تمارسه تنظيمات إرهابية مثل “ب ي د” (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، و”ي ب ك” (الذراع المسلح للأول)، وداعش”.
وأوضح أن “جهات (لم يسمّها) لم ترغب في أن يحكم الشعب السوري بلده بإرادته، ولعل تنظيم داعش، أحد الأدوات التي يتم استخدامها لهذا الغرض، فضلاً عن تنظيمي ب ي د، وي ب ك”.
وشدد على أن “تنظيم داعش لا يمثل المسلمين في سوريا، كما أن تنظيمي ب ي د، وي ب ك، لا يمثلان الأكراد”، موضحًا أن التنظيمين الآخرين “عبارة عن وسائل لتحقيق غايات قذرة في المنطقة، لحساب قادتهما”.
وأشار أردوغان إلى أن “الشعب السوري يخوض نضالاً تاريخيًا من أجل حماية استقلاله ومستقبله”، مضيفًا “لولا تدخل قوى خارجية، وتنظيمات إرهابية، ولولا الدعم المقدم للنظام، لكانت سوريا اليوم، حرة آمنة”.
وحول أزمة اللاجئين، لفت الرئيس التركي إلى أن تبعات الأزمة الإنسانية التي تشكلت جراء اللاجئين، يتحملها بلدان الجوار السوري، مبيّنًا أن تركيا تستضيف حوالي 3 ملايين لاجئ على أراضيها، و3 ملايين آخرين موجودون في لبنان، والأردن، والعراق.
وشدد على أن “أحد أسباب المبادرات الخارجية التي أطلقتها تركيا في الآونة الأخيرة (في إشارة إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو وتل أبيب)، كانت من أجل تسهيل اتخاذ خطوات تصب في صالح حل الأزمة السورية”، مؤكدًا امتلاك بلاده مبادرات أخرى في هذا الصدد، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وظهرت خلال الأيام الماضية بوادر تطبيع في العلاقات التركية الروسية، بعد أن شابها توتر لعدة شهور، كما توصلت أنقرة وتل أبيب إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بعد قطيعة دامت 6 سنوات، على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة عام 2010.