أدخل السعادة على قلوب الفقراء بسلة وعلبة الافطار بـ 1000 دينار …!!
احمد الحاج
نعم لقد أعجبني كثيرا ذلكم المشروع الخيري الذي أطلقته إحدى الصفحات الموثوقة قبل أيام على الفيس بوك ،المشروع وببساطة وبعيدا عن الاطالة المملة ،والاختزال المخل عبارة عن صندوق خيري صغير يضع فيه كل شخص يرغب بمساعدة الفقراء والعاطلين والمساكين في شهر رمضان المبارك مبلغ 1000 دينار = 680 سنتا ،ومن زاد، زاد الله تعالى عليه ،وما نقص مال من صدقة ، ليصار الى جمع المبلغ الإجمالي داخل الصندوق قبيل نهاية شهر شعبان، وقبل حلول الشهر الفضيل ،شهر الصيام والقيام والطاعات ، شهر الخيرات والصدقات ، شهر التسابيح والقرآن ، ويتم شراء المواد الغذائية التموينية المهمة والضرورية لمائدة إفطار رمضان وسحورها من أسواق الجملة “زيت طعام ، معجون طماطة ، عدس ، رز ، شعرية ، سكر ، شاي ، طحين صفر ، حليب مجفف ،معكرونة ، سباكيتي ، فاصوليا ، لوبيا حمراء ونحوها ” ويتم تكييسها وإرسالها تباعا الى الأسر المتعففة وذلك لإدخال السعادة والسرور على قلوبهم ، ولمساعدتهم على تخفيف بعض الأعباء المادية الكبيرة الملقاة على عاتقهم في زمن البلاء والغلاء والوباء ، المتزامنة مع هبوط قيمة الدينار ،وصعود سعر صرف الدولار .
وبدوري أقتبس الفكرة ممتنا للصفحة التي إقترحتها والقائمين عليها ، لأحض الخيرين على إطعام المساكين والفقراء والعاطلين في الشهر الفضيل وتشجيع الموسرين كل من مكانه وموقعه على إطلاق مشروع الـ 1000 دينار في مختلف مناطق بغداد الحبيبة وعموم المحافظات العزيزة ليتنافس أبناء تلكم المناطق السكنية ويتسابقون في عمل الخير بغية إطعام ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام والمساكين خلال شهر رمضان الكريم بـ 1000 دينار من خلال صناديق مغلقة توضع بعهدة أياد أمينة وبإشراف أصحاب السمعة الطيبة والسيرة الحسنة، ممن يثق أبناء كل منطقة على حده في نزاهتهم وعفتهم وتقواهم ..والله من رواء القصد .
ولعل من التجارب العربية الجميلة التي اطلعت عليها مؤخرا اضافة الى توزيع سلال رمضان الغذائية أول الشهر الفضيل أو في منتصفه ،هي “علب افطار الصائمين اليومية ” طيلة شهر رمضان وعلى النحو الاتي :
في كل يوم يتم تجهيز علب – فلين أو بلاستك جميلة وانيقة تباع في الأسواق حاليا بالمفرد كل 10 علب صغيرة بـ 1000 دينار ، وكل 5 علب كبيرة بـ 1000 دينار ( أسعار الجملة ارخص بكثير وأنصح بالشراء من الجملة لمن كان مستعدا للحملة ويشكل يومي إبتداءا من اليوم الأول للشهر الفضيل ..اما بالنسبة لمن عقد العزم على ان يتخير التوزيع متفرقا في أول الشهر ، أو أوسطه ، أو آخره ، أو بين بين ، فالمفرد يكون اسهل له في هذه الحالة حيث يتم شراء العلب كلما كان الموما اليه على استعداد مادي ونفسي لتوزيع افطار الصائمين في ذلك اليوم ) .
كل علبة من هذه العلب يوضع بداخلها قنينة لبن صغيرة = 250 دينار + قنينة مياه معدنية = 250 دينار + قطعة لحم بعجين واحدة أظن بـ 500 دينار + قطعة بورك دجاج مثلثات ،وأخرى بورك لحم صغيرة عادية كلاهما بـ 500 دينار + خمس تمرات ، أو ثلاث مدكوكات ” تمر زهدي مدكوك مع الراشي والسمسم” + موزة واحدة = 250 دينار ..ويتم توزيعها بين الصائمين في الأسواق وأماكن العمل ،وبين الكادحين، وسواق التاكسي ،وعمال النظافة ، وأمثالهم ويفضل اضافة قطعة “كلينكس صغيرة معطرة ومعقمة ومغلفة مع العلبة ..!
وعلى حسب علمي القاصر بأن العلبة الواحدة منها لن يتجاوز سعرها 2000 دينار ليقوم كل من يرغب منكم بتطبيق التجربة أو بالأحرى – السنة الحسنة – بنفسه وفي حدود معارفه ومنطقته !
وأكرر هنا وبإلحاح بأن غاية هذه الفعاليات مجتمعة هي نشر مفهوم الخير الشعبوي وتعميمه بين الناس بعيدا عن اطار الجمعيات الخيرية والانسانية ، مع شكرنا وتقديرنا وإمتنانا لجهود الصادقين والخيرين والمخلصين منهم ، الا أن المطلوب اليوم – في عصر الجوع والبؤس والبطالة والفاقة والتضخم والغلاء والركود – هو تعميم مفاهيم وتجارب الخير الشعبوي الرحماني لتتحول وبمرور الأيام الى سجية، طبع،عرف حسن لاعلاقة له بالجمعيات والمنظمات ،والبون شاسع جدا بين المفهومين والعملين والتوجهين ، نطمح بأن تسير في رمضان في الشارع العام فتأتيك علبة افطار مجانية من شخص ما لاتعرفه البتة ، كذلك وانت في عملك ،في متجرك، في سوقك ، في حافلتك ، في قطارك ،في سيارتك ،في كوسترك، في باصك ، في ستوتتك ، في تك تكك ، في مسجدك، لتحيي فيك روح التكافل الاجتماعي فتقوم أنت بدورك وبعد عدة علب تتلقاها مجانا ولأيام عدة من رمضان المبارك، بإعداد وتوزيع علب مماثلة ..ربما بآلية أفضل ، وبتجهيز أشمل، وبتغليف أجمل لتكون اهلا للتقليد من بعدك وعلى ذات المنوال …اودعناكم اغاتي