آيات قرآنية تصطدم بالعلم والعقل
انا بمقالي هذا لا ادعوا الى الالحاد او اللادينية, ولكن ادعوا الى اعمال العقل فيما نقرء او نعتقد, وان كان هناك خلل فيما نؤمن به علينا تقبل ذلك واصلاحه اذا كان ذلك ممكن او نتخلى عنه ان لم يكن فيه اصلاح! وان لا نفرض على الاخرين ما نؤمن به او نعتقد انه الحق المطلق, واذا فعلنا ذلك! فعلينا ان نتوقع من الاخرين ان يفعلوا الشيء نفسه.
وان في هذا التوقيت بدء الكثير في التسائل عن ماهية الاسلام وهل هو دين رحمة فعلاً؟ وهل الاسلام يصلح كشريعة لكل زمان ومكان، بعدما شاهدنا ما فعل داعش والنصرة وما قبلهم القاعدة, وما يفعله الاحزاب الاسلامية من فساد واستغلال الدين وتجييره لمصالحهم الخاصة؟ ولكي نبدء بفهم الامور على حقيقته علينا ان نعلم ان غالبية المسلمين الذين لم يتسنى لهم وافر من الاطلاع على القرآن وكذلك المطلعين الذين يفتقدون الى العقل النقدي يقعون في وهم ان كل ما موجود في القران غير قابل للنقد او لا يمكن ان يتضارب او يصطدم مع العقل والعلم والاخلاق، . فهناك الكثير من الايات التي تدحض بعضها بعض, او لنقل تتضارب فيما بينها, ولذلك جائت اية “النسخ” في سورة البقرة الاية ١٠٧ ” ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ” وهذه الاية جائت بعد ان اشتكى المسلمين من التضارب في آيات القران, وطبعاً جائت آيات النسخ في النهي والإباحة على العموم, اي ما كان مباحاً صار ممنوعاً وما كان منهى عنه صار مباحاً, وهذه الاية نفسها تنفي بشكل قاطع اية ٢٢ من سورة البروج ” بل هو قران مجيد ٢١ في لوح محفوظ ٢٢ “. قد يتسائل المرء كيف يكون النفي في هذه الحالة مع اللوح المحفوظ؟ فالجواب بسيط هو اذا كان الله عليم بكل شيء وان القران قد حفظه في لوح محفوض فكان الاجدر ان يأتي بما هو الافضل مرة واحدة وليس بالتدريج, وقد يدل على ” ما هو أفضل ” عدم علمه بما هو جيد وما هو اكثر جودة، وهنا يأتي من يريد المراوغة ويقول ان القران نزل على مجتمع لم يكن من السهل عليه ترك جاهليته, ولذلك تدرج الله في فرض تعاليمة! وهذه الحجة بالذات تنفي صلاح القران لكل زمان ومكان، فإذا كان الله هادن المشركين يعني انه لم يمتلك الحجة لاقناعهم، فكيف لإقناعنا في الثورة التكنولوجية التي نعيشها؟
وبعد هذه المقدمة اريد اليوم ان ابدأ ببعض آيات الخلق وكيف تتضارب مع العلم والعقل, ونأخذ سورة فصلت الايات ٩ و ١٠ و١١ ” قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين, وجعل فيها رواسي مِنْ فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين, ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعاً او كرهاً قالتا اتينا طائعين, فقضاهنَ سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا سماء الدنيا بمصابيح …. ” ففي هذه الايات الله خلق الارض بيومين وبعدها قدر فيها اقواتها باربعة ايام, فصار المجموع ستة ايام, ويومين خلق سبع سماوات ومابينهم صاروا ثمانية ايام, فهنا خطأ واضح في الحساب!!! طبعاً يأتي البعض ويقول انه ليس هناك خطأ حسابي وان خلق الله للارض واقواتها بأربعة ايام, وهنا يفرض سؤال تفسه وهو هل الله كان مستحياً ان يقول انه خلق الارض وقدر اقواتها باربعة ايام بجملة واحدة او بآية واحدة؟ ولا اعتقد ان ممتهنين الدين كوسيلة لأرزاقهم سيقولون الحقيقة ما داموا يؤولون النصوص لما يرونه يناسبهم في خداع الناس، وكما فعل سابقيهم في دعم السلاطين، وسأوضح آيات الخلق، ولكن قبل ان ندخل في توضيح هذه الايات علينا ان نوضح مفهوم ” اليوم “, فكما نعرف ان اليوم هو نتيجة دوران الارض حول محوره دورة واحدة اي تعاقب الليل والنهار, فنقول عنه يوم ارضي وكذلك اليوم في المريخ هو دوران المريخ حول محوره دورة كاملة, وتعريف اليوم عند العرب سابقاً كان مشابهاً وبشكل مبسط وهو تعاقب الليل والنهار! ولكن ماهو اليوم عند الله؟ ففي القران وفي سورة الحج الآية ٤٧ ” وان يوم عند ربك كألف سنة مما تعدون ” وهناك ايات اخرى تحسب الايام بأعداد سنين مختلفة والان لا ندخل في هذه الحسبة وستأتي اوانها لاحقاً, ولكن الشيء المهم هو ان هناك ” يوم ” عند الله وهذا ” اليوم ” هو دوران شيء ما حول محوره دورة واحدة لكي يتعاقب الليل والنهار!!! والذي يدعي بغيبية هذه المسألة ينكر فهم العرب لما جاء في القران عن مفهوم ” اليوم “. والان بعد الافراغ من مسألة ” اليوم ” نأتي الى آيات الخلق في سورة فصلت, فالله ابتدأ بخلق الارض بيومين, وكما قلنا ” يومين عند الله ” فلا يمكن ان يكون يومين ارضيين ولم يخلق الله الارض بعد! وبعد خلقه للارض استغرق اربعة ايام في تقدير اقواتها ومباركتها, وفي هذه الأثناء كانت السماء دخان, ” فدخان في اللغة هو الغاز الذي ينبعث نتيجة الاحتراق او المستصحب للهيب “, وهنا نفهم انه لم يكن هناك شيء قبل خلق الله للارض, فالسماء كانت ” دخان “, وهنا بعد انتهاء خلق الارض وتقدير أقواتها امر الله الارض والدخان ان تئتيا طوعاً او بالاكراه, ولا نريد الخوض في مسألة اكراه او طواعية الارض والسماء, لان هذه المسألة مفروغة من عدم جديتها, ولكن نأتي الى مسألتين مهمتين الاولى استغراق الله في خلق الارض واقواتها وقت اكثر عن خلقه للسماوات السبعة والتي لم نرى واحدة منها الى الان بأقوى المراصد, والثانية ابتدائه بخلق الارض قبل خلقه للسماوات وهناك تسائلات ثانويةاخرى الا وهي هل الله قصد بالمصابيح النجوم ام الكواكب والقمر ام كلتاهما؟ وكذلك اين كان الله حين استوى ليخلق السماوات السبعة اذا كان تفسير ” استوى” هو علا وارتفع؟ اذن بعد كل ذلك نتبين ان هذه الايات تخالف العقل والمنطق وتخالف العلم ايضاً, فنحن لدينا دلائل كثيرة تشير الى توسع الكون وان هذا الكون نتيجة انفجار عظيم, والنجوم هي ناتجة عن السدم الغازية التي تحوي على الهيدروجين, واما الكواكب والاقمار والمذنبات والشهب هي نتاج انفجار النجوم, وبذلك نتوصل الى ان النجوم وجدت قبل الكواكب، والارض ليست سوى كوكب فكيف خلق الله الارض قبل ان يزين السماء بالمصابيح؟
بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com
Skickat från min iPad