نحو جيل قيادي جديد
دور المؤسسات الشعبية
غير الربحية في تأهيل الشباب

دراسة للدكتور / نبيل أحمد الأمير

المقدمة
الشباب هم طليعة المجتمع ، وعموده الفقري ، وقوته النشطة والفاعلة والقادرة على قهر التحديات وتذليل الصعوبات وتجاوز العقبات ، لذا لا تنهض أمة من الأمم غالبا إلا بمشاركتهم في البناء المجتمعي

وتتعاظم أهمية تنمية هذه الموارد والطاقة البشرية واستثمارها في مجالات النهوض في ظل التحديات الراهنة سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي ، ومن هذا المنطلق تبرز لنا أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في قضية تأهيل القيادات الشابة في الجانب الفكري تحديداً ، كدور تكاملي مهم مع دور مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص

و عندما نتناول قضية (الشباب والقيادة) يتبادر إلى الذهن سؤال
هل جميع الشباب مطالبون بأن يكونوا قادة ؟ ، فأقول : الحياة فيها قائد ومقود ، فكل ميسر لما خلق له ، ولكن في ظل هذه التحديات والتطورات التي تحيط بنا يجب تأهيل الشباب تأهيلاً كفائياً أدنى ، يتمثل في أن يكونوا قادة لأنفسهم أولا في عالم يموج بالصراعات الفكرية

ونشير لمشكلة الفرد حيث إن مشكلة أو أزمة الفرد الآن ، تكمن في جمود عالم فكره ، وتعطيل ملكات عقله ، التي أورثته العجز عن التعامل مع مبادئ دينه ، ومستجدات وأحداث يومه ومعطيات عصره ، بينما هناك إشارة اخرى تشير إلى مشكلة مجتمع اليوم حيث إن مشكلة المجتمع والأمة الإسلامية اليوم هي مشكلة فكرية ، فلا بد أن تقوم جهود جبارة لصناعة منهج لأصول الفكر لاستنباط قضايا الفكر وقضايا البناء الحضاري والنهضة من الكتاب والسنة وتعليم اهل البيت الأطهار

عناصــــــــر الدراســـــة
——————————
١- مؤسسات المجتمع المدني ودورها التكاملي
٢- التحديات المعاصرة الداعية لعمل فكري جاد للشباب
٣- أهمية تأهيل القيادات الشابة في ظل التحديات المعاصرة
٤- دور مؤسسات المجتمع المدني في تأهيل القيادات الشابة فكريا
٥- نماذج لمؤسسات مجتمع مدني تعنى بتأهيل القيادات الشابة فكرياً

١- العنصر الأول
المؤسسات الشعبية ودورها التكاملي

البناء الحضاري والتقدم البشري غاية وهدف أي مجتمع بجميع مؤسساته وقطاعاته ، ومن تلك المؤسسات ، مؤسسات المجتمع المدني ، أو المؤسسات الشعبية ، وهي الجمعيات والمؤسسات التي تنشأ بمبادرات شعبية لتقديم خدمة معينة للمنتمين إليها ، ولا يكون هدفها الربح المادي مثل
– الجمعيات العلمية
– الجمعيات المهنية
– الجمعيات الخيرية
– مؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان … إلخ

ويقع على عاتق هذه المؤسسات أدوار عدة تقدمها للمجتمع لتساهم من خلالها في مسيرة نهضته وتطوره ، متكاملة بذلك مع أدوار الدولة في العطاء والبذل للمجتمع

فمفهوم الدولة والمجتمع المدني مفهومان متكاملان ، فالعلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية تتسم بالتوافق تارة والتصادم تارة أخرى ، وتتعدد الآراء ووجهات النظر بينهما في العديد من القضايا المعنية بالمجتمع ونشاط كلا الطرفين فيه ، وتعدد الآراء هذا يصب دائما في مصلحة القضية المنظورة ، إلا أنه من الضروري أن نعي جيدا أن العلاقة المفترضة بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية في أي مكان في العالم ليست علاقة تنافسية بل علاقة تكاملية ، مبنية على أسس متكاملة من التعاون والترابط ، لأن دور كلا الطرفين مكمل لدور الآخر ، كما أن الأسس التنموية التي بني عليها كلا الطرفين أفكاره وأهدافه تصب في مصلحة المجتمع الذي يعيشون فيه ، لأن تعاونهم مبني على الرقي وإثراء الحياة الثقافية والفكرية في البلاد ، بالإضافة إلى تنمية مهارات الأفراد في أداء الخدمات للمواطنين في جميع مجالات الخدمة الاجتماعية

٢- العنصر الثاني .. التحديات المعاصرة الداعية لعمل فكري جاد للشباب

مما لا شك فيه أننا بحاجة بالإضافة للمستوى الفكري ، إلى جهاز مناعة من أجل حماية فكر الأمة عامةً ، والشباب خاصة ، لأنهم البناء الذي إن صلح صلح المستقبل التنموي للأمة ، ولا يخفى على المتتبع للأوضاع المجتمعية على الصعيد الدولي والإقليمي الحاجة الماسة لتأهيل الفكر وتكوينه من أجل إبقائه في حالة من النشاط المكافئ للتحديات التي تواجهنا

ومن خلال ما سبق يجدر بنا عرض أهم التحديات المعاصرة التي تواجه الشباب وهي

١- التحديات على المستوى العالمي .. إن الصدمة الحضارية التي ترتبت على انفتاح العالم العربي للتأثيرات الأوربية الغربية ، أحدثت تطورات حادة من أهمها

-أزمة ثقة بالتراث العربي الإسلامي
-الاحباطات التي يحس بها الشباب (بصفة خاصة) نتيجة للتخلف الفكري والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشونه في بلدانهم قياساً مع الدول المتقدمة في العالم
-الوعي بالأزمة والبحث عن الهوية التي ولّدها الصراع والإحباطات والالتقاء الحضاري
-صدمة المستقبل التي يعيشها الجيل الجديد ، وهي ظاهرة زمنية من نتاج المعدل المطّرد السرعة للتغيير في المجتمع ، وهي تنشأ من عملية التركيب لثقافة جديدة فوق أخرى قديمة ، إنها صدمة الثقافة للفرد في نفس مجتمعه ، وليس في مجتمع أجنبي ، ومن ثم فإن آثارها أخطر وأسوأ
-تزايد مخاطر الغزو الثقافي والتقني التكنلوجي للوطن العربي ، دون أن تقوم جهود جادة من أجل مواجهة خطر هذا الضرب من الاستعمار الجديد
-استعمار العقول واغتيال الهويات الذاتية للشعوب
-الثورة الإعلامية المتمثلة بشبكة الانترنت والقنوات الفضائية التي تروج للثقافة الغربية ، وتدعو إلى أنماط جديدة للحياة ، وزرع القيم والأفكار الغربية في المجتمعات العربية والإسلامية ، والترويج لثقافة الاستهلاك بعيداً عن القيم السامية والمثل العليا
-انتشار بعض القيم الغريبة في مجتمعاتنا ، كالاختلاط والإجهاض والاستنساخ ، وبيع الأعضاء وغيرها
-تهديد الّلغة العربية من خلال التركيز على استخدام الّلغة الإنجليزية في الجامعات والمعاهد والمدارس ، وحتى في التعاملات التجارية بين الدول العربية والإسلامية وداخل الدولة الواحدة نفسها ، كما أن لغة التخاطب في الشبكة الدولية(الانترنت) هي الّلغة الإنجليزية ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن شيوع الّلغة العامية أصبح يهدد بقاء الّلغة العربية لدرجة أن من يتكلم الفصحى يلقب بـالنحوي على سبيل التهكم
-الدعوة إلى فصل الدين عن الأمور الأخرى وإهمال الجوانب الروحية وتهميشها ، والتركيز على الجوانب المادية والحيلولة دون عودة الإسلام إلى واقع الحياة من خلال تصويره بالرجعية ، ووسمه بالإرهاب ، وأنه عدو التقدم والعلم ، ومن أراد السير في ركب الرأسمالية فلا بد له من أن يتخلص من أوهام الماضي على حد قولهم

٢- التحديات على المستوى الإقليمي .. غياب فلسفة واضحة ومكتوبة للتربية ومحددة بوثيقة في أقطار الوطن العربي ، والأرضية المشتركة لتكوين الناشئة ، وحماية الحاضر العربي وتحرير موارده وقراره وإرادته ، والانتقال به إلى مستقبل تكون فيه أكثر أمنا واقتدارا على التفاعل بعيدا عن التبعية والاستلاب الإرادات

أفضى تفاعل النمطين من التبعية الداخلية والخارجية ، وتشكل نمط فريد من التبعية الداخلية المضادة للتبعية الخارجية في التعامل مع التاريخ العربي الحضاري والاجتماعي ، إلى مزيد من العجز في البنية الاجتماعية المعاصرة ، مما كرس الازدواجية الزمانية والحضارية ، التي تعكسها معايشة الأفراد والجماعات لأنماط ثقافية وقيم ما قبل الحداثة” وما بعد الحداثة في لحظة تاريخية واحدة ، ولقد أثر هذا الوضع التاريخي والحضاري في الأداء العام والأداء النوعي في كثير من مجالات الحياة ، وكان أكثرها حساسية وتأثراً التعليم .. والعمل .. والإعلام ، مما أدى إلى إرساء طريقة حياة لا غربية ولا عربية في طابعها العام ، وإنما آنية موقفية مستسهلة ، مستهلكة الزمان والمكان المادي والبشري والحضاري

اتجاه الإعلام إلى برامج قتل الوقت والترفيه ، دون رؤية حقيقية بفائدة تنموية، وبدون مراجعة من الأمة وعقيدتها وتراثها ، ونظرتها إلى المستقبل الذي يجب أن تنتقل فيه من موقف المتفرج والتابع إلى موقف المنتج والمبدع والمشارك بندية في صياغة حركة المجتمع الدولي ومتغيراته

الاكتفاء بفتح مؤسسات للتعليم تستوعب الطلاب والتلاميذ ، ولا تقدم لهم فرصا حقيقية في تنمية التفكير وصناعة الجديد ، بامتلاك ناصية الإبداع والابتكار وما يتصل بهذه الحالة من حدوث فجوة كبيرة بين التعليم والتنمية ، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على الناشئة والشباب في ميادين العمل والإنتاج

انشغال الهيئات الرسمية وغير الرسمية ومراكز الدراسات وقطاع واسع من الباحثين والدارسين بدوامة المصطلح ، لدرجة الاستغراق والدخول في دوامة من الاحتراب اللفظي والتفسيرات على أرضيات متباينة في الموقف السياسي والأيدلوجي ، مما أدى إلى تكوين خصومات وعداوات كان أساسها ورأسها المفهوم

الانشغال أيضا بكيفية قراءة التحديات وتحديد طبيعتها ونوعها والتحديد النظري لكيفية التعامل معها ، وعدم التحرك قليلاً إلى الأمام باتجاه تكييف الواقع لمواجهة التحديات ومن ثم إزالتها بمنهجية وموضوعية ، بتزامن مدروس وبعمل يؤدي إلى بناء الحاضر ، والانتقال إلى المستقبل بأمان وتنمية

العيش في مناخ من الانومي anomie (على حد بعض التعبيرات السسيولوجية) ، تضعف فيه القيم التي استقرت طويلا حتى لتمتلئ الحياة بالمتناقضات (وبخاصة تناقض أنساق القيم بين الأجيال المختلفة وتناقض الحياة اليومية مع نسق القيم والمعايير) ، إلى حد يتعذر الاتفاق على شيء مشترك يلتزم به المجتمع

٣- العنصر الثالث .. أهمية تأهيل القيادات الشابة في ظل التحديات المعاصرة

وبالنظر لتحديات التي سبق ذكرها سواء على الصعيد الدولي أو الإقليمي ، يتضح لنا ضرورة تأهيل الشباب بصورة تكاملية وخصوصا من الناحية الفكرية ، ليستطيعوا تجاوز وتخطي هذه العقبات والتحديات بدراية ووعي لكيفية مواجهتها ، وكيفية تطويعها لصالحهم ، وكيفية الاندماج مع هذه التطورات من غير تماهي ، ومن غير فقدان للخصوصية الدينية والحضارية

فتعقيدات العصر الذي نعيش جعلت من دور الشباب دوراً غير عادي ومختلفاً إلى حد كبير عن الدور الذي اضطلع به الشباب في مراحل تاريخية سابقة ، نتيجة لطبيعة المرحلة وما تشهده من تغيرات وثورات متسارعة في المعرفة والاتصال والتكنولوجيا ، والتي تعني إجمالا تنمية علمية متسارعة في شتى المناحي والمناشط العلمية المختلفة

وهكذا فان شخصية الشباب الفكرية والنفسية إنما يتكامل معظم نسيجها عن طريق المجتمع بوساطة عوامل تؤثر فيه بشكل مباشر أو غير مباشر ، فلا جرم أن الشباب يكون بذلك أدق لوحة تنعكس عليها حالة المجتمع الذي هو فيه ، فأن كان خيراً فخير ، أو شراً فشر ، ولا جرم أن ما نراه من مظهر الخير أو الشر على هذه اللوحة ، إنما هو صورة للحالة السليمة أو الفاسدة التي يتسم بها المجتمع لا أكثر

وجيل الشباب المسلم ، كما هو مهيأ لتقبل الفكر الإسلامي ، والانتماء إليه بقوة وحيوية وإخلاص ، فإنه عرضة للانتماء إلى التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة

وفي ظل ما نشهده في المرحلة الحاضرة من تحولات هائلة في عالمنا الإسلامي ، تحولات الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي ، ذلك المشهد الذي يستوجب منا تأهيل للشباب وتحصينهم فكرياً ضد هذه التحولات ، وإكسابهم القدرة على التعامل مع التحديات المعاصرة بثقة

فنحتاج إلى تشخيص واقع الأمة ، تشخيص يكافئ هذه التحديات والتحولات ، وتجدر الإشارة إلى أن تشخيص واقع الأمة وتحديد مواطن التهديد ومواقع التحدي لم يعد مشكلة في حد ذاته ، قدر ما تكمن المشكلة في مدى مصداقية التعامل مع التشخيص والجدية في التعاطي مع النتائج والتحليلات والإرادة السياسية في تحويل ما تصل إليه الجهود من مختلف مصادرها إلى واقع معاش ، وفعل يسير على الأرض

٤- العنصر الرابع .. دور مؤسسات المجتمع المدني في تأهيل القيادات الشابة فكريا

يتعاظم دور مؤسسات المجتمع المدني في دعم وترسيخ البناء الفكري للشباب في ظل التحديات العالمية والتحولات التي تحيط بنا ، مما يضاعف المسؤولية المجتمعية المنوطة بهذه المؤسسات تجاه الشباب ليس كدور أساسي ، وإنما كدور تكاملي مع دور الحكومات ومؤسسات التربية والتعليم وغيرها . ولا نستطيع أن نلخص دور مؤسسات المجتمع المدني في تأهيل القيادات الشابة فكريا بكلمات لا توفي هذا الدور حقه ، وإنما نستطيع أن نلمح لمعالم مقترحة لتحقيق هذا الدور بأفضل صورة ، وهي

-المعلم الأول .. القياس المستمر لحاجات الشباب المتغيرة وفق التحديات المعاصرة والتحولات العالمية ، وذلك من خلال

١-المتابعة المستمرة للتحديات التي تواجه الشباب وتهدد هويته ، وفعالية حضوره في مجتمعه برصدهـا وكتابة التقارير الدورية حولها

٢-قياس حاجات الشباب ومتطلباتهم من خلال الاستبيانات (استطلاعات الرأي) الملاحظة…إلخ

-المعلم الثاني .. صياغة إستراتيجية فكرية تنحى منحى شمولي تشارك في رسم معالمها الدولة لتحصين الشباب ضد التحديات التي تواجههم ، ولإعدادهم لدور أكثر فاعلية في المجتمع ، وذلك من خلال

١-أن تتكاتف جهود مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالشباب على صعيد الدولة لصياغة إستراتيجية فكرية للشباب تناسب تحديات المرحلة

٢-أن تكون هذه الإستراتيجية نوعية ومتميزة برؤيتها ، وبما تشتمل عليه من سياسات وبرامج ، بما يواكب تطورات العصر على الصعيد الفكري والمعرفي والتقني

٣-إشراك الشباب في صياغة هذه الإستراتيجية ، فتكون الإستراتيجية مبنية على خبرة الكبار وحيوية الشباب الواعد القائد

-المعلم الثالث .. وضع الآليات التنفيذية لتطبيق هذه الإستراتيجية
إن ما ينقصنا حقيقة لتقدم ولتحقيق الكثير من المتطلبات التنموية ليس السياسات الإستراتيجية والدراسات والأبحاث التي توجد بكثرة ، وإنما الآليات التنفيذية لهذه الاستراتيجيات وهو المأزق الحضاري الراهن الذي نعيشه (انفصال القول عن العمل)

٥- العنصر الخامس .. نماذج لمؤسسات مجتمع مدني تعنى بتأهيل القيادات الشابة فكرياً

لا شك أن المتتبع لدور مؤسسات المجتمع المدني تجاه الشباب وتأهيلهم في العالم العربي يجد هذا الدور لا يرقى للمستوى المطلوب ، ولا الكافي الكفاية الدنيا ، ولكن من باب الموضوعية يجدر بنا إبراز دور مؤسسات مجتمع مدني تعنى بالشباب وتأهيلهم من جوانب عدة عموما وخصوصا الجانب الفكري

يقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية مجتمعية تجاه المجتمع عموما والشباب خصوصا

أن دور مؤسسات المجتمع المدني يعد دور تكاملي مع مؤسسات الدولة والمؤسسات الأهلية ، التي إن تعاضدت معا تحققت التنمية المستدامة على صعيد المجتمع

كما أن دور مؤسسات المجتمع المدني يتعاظم في دعم وترسيخ البناء الفكري للشباب تحديدا في ظل التحديات العالمية والتحولات التي تحيط بنا

وهناك معوقات تضعف مساهمة مؤسسات المجتمع المدني من أداء مسئوليتها تجاه الشباب أهمها

-صعوبة إنشاء هذه المؤسسات

-ضعف الدعم المادي المقدم من الجهات المعنية

-ضعف الكوادر البشرية العاملة في هذه المؤسسات

-عدم تقدير أهمية تأهيل الشباب في ظل التحديات الراهنة

-عدم استيعاب حاجات ومتطلبات الشباب ، مما يؤدي إلى ضعف البرامج الموجه للشباب في هذه المؤسسات إن وجدت

-تأهيل الشباب من الناحية الفكرية ، حيث يمكنهم مكافحة الأفكار الخاطئة والخلل الفكري الموجه للمسلمين ، ويحملهم مسؤولية التغيير الإيجابي المنطلق من ثوابت الأمة ، ويستثمر طاقتهم العقلية ليستوعبوا المستجدات المعاصرة

-قلة البرامج والمبادرات الفكرية الموجه للشباب ينبئ بضعف الوعي المدرك لخطورة المرحلة

-وجود نماذج لمؤسسات مجتمع مدني تقوم بدور ريادي لتنمية الشباب فكريا وتطويرهم لممارسة دور أكثر فاعلية في المجتمع

ينعكس تأهيل الشباب فكرياً على المجتمع بانعكاسات إيجابية عده ، نلخصها في ثلاث أبعاد

١- البعد النفسي .. فعندما يجد الشباب أجوبة مقنعة عن التساؤلات العلمية والفكرية التي يحدثها الواقع في أذهانهم ، ويدركون الحقائق العلمية بوجهها الصحيح ، ويحصلون على تأصيل فكري متزن يخرجهم من التخبط والتأزم الفكري ، فأن ذلك بلا شك يولد لديهم الاستقرار النفسي والطمأنينة والسكينة مما ينعكس على عطائهم المجتمعي

-البعد الاجتماعي .. فاعلية الدور الاجتماعي الذي يكتسبه الشباب من خلال فهمهم الفكري للواقع وكيفية التعامل معه بدراية تمكنهم من تجاوز العقبات والتحديات والتأقلم مع المستجدات المعاصرة بوعي منهجي علمي (زيادة وعي الشباب وما يثمر عنه من تحمل مسؤولية التغيير الإيجابي) ، الشعور بالانتماء الوطني فهناك علاقة جدلية بين الانتماء الوطني والفكر

-البعد الحضاري .. الشباب هم خير من يمثل مجتمعاتهم بالخارج ، فتأهيل الشباب فكريا وخصوصا المبتعثين يمكنهم من تجاوز الصدمة الحضارية الثقافية و تمثيل بلدانهم وقيمهم خير تمثيل (تجسيد الشباب لهويتهم الحضارية بما يكتسبونه من خلال تأهيلهم الفكري لمعاني الهوية ومبادئها الأساسية

-التوصية
أوصي في نهاية هذا البحث وأنا على أمل أن يكون لدينا إنعتاق من المأزق الحضاري الراهن المتمثل في انفصال القول عن العمل ، وأقسم التوصيات لقسمين

١-القسم الأول .. موجه لمؤسسات المجتمع المدني وأجمله بــ
-ضرورة تعاطي مؤسسات المجتمع المدني مع المستجدات المعاصرة التي تهدد الشباب بجدية فائقة ومسؤولية مجتمعية
-حتمية العناية بالجانب الفكري في برامج هذه المؤسسات ، وإعدادهـا بصورة موازية للتطورات الفكرية والتقنية
-أهمية تأهيل الكوادر البشرية العاملة في هذه المؤسسات ، لتستطيع التعاطي مع الشباب وقضياهم بصورة فاعله

-تطبيق معالم الدور المقترح لمؤسسات المجتمع المدني تجاه الشباب لإختصار طريق النهوض ، وتمثلت هذه المعالم في
القياس المستمر لحاجات الشباب المتغيرة وفق التحديات المعاصرة والتحولات العالمية
-صياغة إستراتيجية فكرية تنحى منحى شمولي تشارك في رسم معالمها الدولة لتحصين الشباب ضد التحديات التي تواجههم ، ولإعدادهم لدور أكثر فاعلية في المجتمع
-وضع الآليات التنفيذية لتطبيق هذه الإستراتيجية
-ضرورة تجاوز العقبات التي تحول دون قيام مؤسسات المجتمع المدني بدورها خير قيام ، وذلك بتأسيس بعد ثقافي في المجتمع بأهمية هذه المؤسسات وأهمية دعمها وتذليل العقبات أمامها من قبل الدولة

٢-القسم الثاني .. موجه لقادة الأمة وصناع المستقبل ( الشباب ) وأجمله بـــــ
يقع على عاتقكم أيها الشباب مسؤولية كبيرة لنهوض بأنفسكم أولا ومن ثم مجتمعاتكم .. ولا نريد أن نستخدم ذريعة الشماعة حيث نلقي بأخطائنا وإخفاقاتنا على المجتمع ومؤسساته .. بل علينا واجب يجب أن نضطلع به ومن ذلك أوصيكم ونفسي بالمبادرة بصناعة الوعي الفكري ، وعدم انتظار مبادرات الغير ، فإذ لم يوجد ما يشبع شغفنا الفكري لنذهب ونقترح على هذه المؤسسات إقامة البرامج التي تهمنا ونحتاجها ، وهناك نماذج كثيرة لذلك قام بها ااشباب

والله الموفّق والمستعان