حكومات ترقيع . . والشق كبير

د. نبيل احمد الأمير

نرى العراق اليوم تائه بين إزدحام ملفات الحواسم والنازحين والنزاهة والدواعش وتجار الحروب وأطفال الشوارع والتقاطعات والتقاتل على الكراسي والمناصب وتراجع التعليم ومستوى المؤسسات الصحية والخدمية و . . و . . وآلاف الملفات والملفات . . . ولم يسأل أحد المسؤولين نفسه لماذا هذا التزاحم بالملفات منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي ولحد الآن .
والحقيقة أن السبب الرئيسي لما حصل ويحصل بهذا البلد ، هو أن جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق لم تكن لديها نظرة مدنية للمجتمع ، فكانت جميعها تتعامل مع المجتمع (علناً او سرا)ً على انه مجتمع بدوي قبلي عشائري يُحكم بالأعراف البدوية والطائفية ، والمناطقية ، ولا يمكنه التأقلم وإدارة شؤونه بالطريقة المدنية ، بل كانت أغلب هذه الحكومات تعمل جاهدة لترسيخ المفاهيم البدوية والعشائرية لتتمكن من السيطرة على المجتمع وتطويعه لخدمتها وخدمة قادتها .
وتكرّس هذا النظام بعد 2003 حين تسلّقت السلطة أحزاب اسلامية طائفية بإمتياز ، كرّست كل ممارساتها لجر المجتمع للصراعات القبلية والبدوية والمناطقية والقومية والطائفية .

ونحن اليوم نتلمّس طريق الديمقراطية (الجديدة) على عقولنا ومناهجنا وحياتنا ، نتمنى صادقين ان تكون الإنتخابات القادمة والحكومة الجديدة ، والتي غصبن علينا سنبارك تشكيلها ، نتمنى ان تكون غير الحكومات التي حكمت البلد بلباس الحرية والديمقراطية من جهة ، والفساد وسرقة المال العام والاستخفاف بحقوق الشعب من جهة ثانية ، وأن تتعامل بمدنية وحرفية ومهنية حقيقية مع المجتمع للإنتقال به لمستوى الدول المدنية المتقدمة والتي لا تُقاس فيها المواطنة بالدين او الطائفة او المنطقة او القومية .

والله من وراء القصد .