تأجيل الانتخابات شَرٌ مستطير
سلام محمد العامري
Ssalam599@yahoo.com
كل عمل يمارسه الإنسان, يحتاج لعزيمة وإصرار من أجل تنفيذه, كما يجب أن يتوافق ما يقوله لسانه, وما يخفيه في باطنه, كي لا يصبح العمل نفقاً.
طَرحت بعض الأحزاب في العراق, تأجيل الانتخابات لأسباب عدة أهمها, أزمة النازحين وعدم إعادتهم لمناطقهم, لصعوبة ممارستهم عملية الاقتراع, هذا هو ظاهر طلب التأجيل, وهو امر مقبول ما لم تتوفر, حلول تُحسن من الظروف, لتجعل الانتخابات متاحه دون تأجيل.
كثرت التصريحات والتلميحات, من قبل بعض الساسة الذي يعتقد بعضهم؛ أنهم في مصاف كبار الساسة, وقد يكونون كذلك فعلاً, لحصولهم على أصوات برلمانية, سواءً عن نزاهة او بالتزوير, أَنْ لا تأجيل ويجب احترام التوقيتات الدستورية؛ في حين جمع مائة توقيع لأعضاء البرلمان, ضمنهم من ساسة الشيعة, حسب تصريح البجاري, النائبة عن محافظة الموصل, على قناة دجلة الفضائية, مقترحة على أن يكون التصويت سرياً, داخل قبة البرلمان, منعا لبعض ممثلي التحالف الوطني, فمن منهم صاحب المصلحة بذلك.
قالت العرب قديماً, “الهزيمة تحل العزيمة”, إن أول من يحنث بتصريحه, حيث يرفض التأجيل, ثم يعمد للموافقة على ذلك الأمر, ما هو إلا المهزومين لخوفهم, من النتائج السلبية لهم, وعند تفحص قوائم التحالف الوطني, ظهر ان أكثر قائمة ظهرت هزيمتها مسبقاً, هي قائمة دولة القانون, حسب المحللين للوضع السياسي العراقي, التي تسنم امين حزبها الرئيس, دورتين انتخابيتين.
يكثر الحديث حول الأسباب التي دعت, لطلب تأجيل الانتخابات البرلمانية, وهي على رأيين اولهما, عدم تواصل ممثلي المحافظات, التي كانت مغتصبة من داعش, مما افقدهم اصوات الناخبين, والرأي الثاني الذي يشمل, بقية الساعين للتأجيل, وهو فشلهم لتقديم الخدمة, واتهامهم بشبهات الفساد, ما يجعله أكثر خوفاً من طالب التأجيل.
قال سوامي سيفا ناندا, وهو معلم روحي هندي: ” كلما كان الصراع أصعب, كان النصر أكثر مجداُ, فتحقيق الذات يتطلب, صراعاً في غاية العظمة”, لكن من يسعى لتأجيل الانتخابات سراً, لا يسعَ للنصر بشجاعة, بل يريده سهلاً يسيراً, تحت حكم الطوارئ, كي يبرر الفشل.
بما أنَّ المرجعية الدينية العليا, وهي الراعية الحريصة, على نجاح العملية السياسية في العراق, قد وَجهَت بعدم التأجيل, فإن من يخالفها سرا كان أو علناً, فإنه حتما لا يحترم رأي المرجعية.