.
القزم ، والعراق العظيم / الحزء الثالث
بقلم : عبود مزهر الكرخي
ولنرجع متى نزوح الكرد إلى العراق فيقول الكاتب خالد محمد الجاف في مقال عن ذلك ” تاريخ تواجدهم الاول فى الجزيرة (مابين النهرين) فى الحقيقة ليس للأكراد اية جذور تاريخية او حضارية او مدنية في شمال العراق ، فمجيء الاكراد الى العراق جديد ، بل هم اخر الاقوام التي نزحت الى العراق ، وكان نزوحهم مستمر من طرف الحدود والجبال الايرانية باتجاه قرى المسيحيين والتركمان وحتى العرب . لقد نزح الاكراد في منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاكروس الايرانية ومن الشريط الحدودي ما بين تركيا وايران والعراق الى مدن وقرى شمال العراق ، واستوطنوا هناك جنبا الى جنب مع التركمان والعرب والمسيحيين الاشورين، ومن حسن حظ الاكراد الذين سكنوا شمال العراق ان الشعب العراقي من الشعوب المسالمة لا تحب الاعتداء على الاقوام والشعوب الاخرى ، فبسبب هذا عاش الاكراد وقبائلهم جنبا الى جنب مع اخوانهم العرب والتركمان والاشوريين بسلام وبدون تميز عرقي او طائفي او عدوان”.(1)
فأذن لا توجد امتدادات تاريخية مشتركة مع الشعب العراقي والتي الكثير من المثقفين الأكراد من ابواق نظام البارزاني يؤكدون على وجود علاقات وتأريخ مشترك بين العرب والأكراد وهذا لا يمت على الحقيقة بأي صلة. وليكمل وليؤكد أن الأكراد ليس لهم جذور تأريخيه في المنطقة حيث يقول ” كانت الجزيرة وهى المنطقة الواقعة شمال الرافدين ، منذ القدم مقرا للدولة الاشورية وشعوبها تنطق باللغة السريانية ، وخلال القرون الاولى للإسلام ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية اسلامية ، قبل ان يبدأ الزحف الكردي اليها في القرون المتأخرة . علما ان معالم الحضارة الاشورية والتي هي متواجدة قيل استيطان الكرد بالآلاف السنين مازالت معالمها ظاهرة للعيان على مر العصور ، بينما لم يصل الى علمنا وجود اثر من معالم الحضارة للشعب الكردي على مر العصور . فالحقيقة العلمية يجب ان تذكر ، فليس لدى الشعب الكردي ما يقدمه للشعوب المجاورة “.(2)
وهذا ما يكتبه ويؤكده كاتب كردي ويقر بهذه الحقيقة. لنعرج على ما يقول البروفيسور الكردي عمر ميران الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1952 ، والمتخصص في تاريخ شعوب الشرق الاوسط ، واستاذ التاريخ في جامعات مختلفة ( ان الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي فى كل ما فى الكلمة من معنى حقيقي. وهذا ينطبق على اخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى اخره . فلو اخذنا نظرة عامة ولكن ثاقبة لتاريخ الشعب الكردي لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ، ولو اردنا ان نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك اكثر من بضع صفحات . هذا ليس عيبا او انتفاضا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطة في منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الاوسط).(3)
وهذا ما جعل الشعب الكردي سهل الانقياد ويصدق بكل ما يقوله قادتهم او حتى من يدعي أصدقائهم بحيث حتى النبوءات في التوراة قد ذكرت ذلك وفي التوراة فتقول الكاتبة اللاهوتية ايزابيل بنامين ماما اشوري عن ذلك “أمة صغيرة منسية كما تقول التوراة (لا يعرفون يمينهم من شمالهم) سيتسببون في ارباك مريع في الشرق الأوسط “. وتضيف ” وصفت التوراة الشعب الكردي الذي يعيش في اعالي نينوى بأنه شعب (أبله) لا يعرف يمينه من شماله وإذا سأله احد عن اذانه فإنه سوف يُطوّح بيده حول رأسه في حركة دائرية ثم يقول لك هذه أذني. فتقول التوراة كما في سفر يونان 4: 11 (نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذي لا يعرفون يمينهم من شمالهم).(4)
ولهذا صدق الأكراد وفي مقدمتهم قائدهم مسعود البارزاني ومعه ازلامه بان إسرائيل هي حليف استراتيجي لهم وصديق وفي مع العلم أنهم سيكون للصهاينة خير محارب لهم بالنيابة ويستخدمون الأكراد كمخلب قط لهم في المنطقة واداة لتنفيذ الصهاينة كل مخططاتهم الإجرامية في المنطقة وحتى في حروبهم القادمة وهذا الكلام ليس ضرباً من الخيال بل هو ما يقوله الكثير من الكتاب ويقرونه وحتى النبوءات الإسرائيلية في التوراة فالقائد الكردي عبد الله اوجلان عندما قال (دولة كردية كإسرائيل مرفوضة نهائيا).
ومن هنا لننقل ما يقوله المؤرخون من الغرب عن الشعب الكردي ومن مقال الكاتب محمد الجاف حيث يقول ” فقد تحول الاكراد من قبائل راحلة تعيش على السلب والنهب والقتل الى امارات متشتتة وفق متطلبات الحروب التي قامت بين الدولة العثمانية والفارسية ،حيث تم تسخيرهم وفق ما يريده الطرفان . فقد ذكرت الرحالة الانكليزية المس بيشوب في كتابها الرحلات عام 1895 (ان حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة) وكذلك ذكر الدكتور جورج باسجر عندما قام برحلته الى المنطقة الشمالية عام 1828 ذاكرا (ان القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان وتصفيتهم وحرق بيوتهم واديرتهم) . ويقول المؤرخ باسيل نيكتين وهو مختص بالقبائل الكردية (ان الاكراد الذين يعيشون على حدود الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب في طريقة حياتهم ، وهم متعطشون الى الدماء) وكتب القنصل البريطاني رسالة الى سفيره عام 1885 يقول فيها (ان هناك اكثر من 360 قرية ومدينة سريانية قد دمرها الزحف الكردي بالكامل وخصوصا فى ماردين) ويقول الدكتور كراند الخبير في المنطقة وشعوبها في كتابه النساطرة (يعمل الاكراد في المنطقة على اخلاء سكانها الاصليين وبشتى الطرق).(5)
ولقد نقلت ما يقوله الغرب المتمدن الذين يعتبرونهم الأصدقاء الصدوقين لهم وهم يمثلون لهم العالم المتحضروالذين يريدون الارتباط به بأي شكل من الأشكال ولكي لا يخرج عليَّ بعض من ادعياء الثقافة من الأبواق الكردية ليكتب ويعمل على التهجم علي ويصفني بالشوفيني والمتعصب وحمل لأفكار الصنم هدام وحتى من قبل بعض من جامدي العقول من المنضوية من الأحزاب الحالية والذين يدعون الحفاظ على اللحمة أو الشراكة الوطنية…الخ هذه المصطلحات التافهة والتي أثبتت فشلها وعلى كل الأصعدة ولكن نحن نثبت الحقائق كما هي ونضع الأمور في نصابها ولنعطي الحجم الحقيقي وماهيته لكل من يتجرا على مس وطننا الحبيب وعراقنا العراقي والذي هو عبارة عن فيسفاء جامع لكل المكونات وبما فيهم إخواننا الشعب الكردي مستبعدين منهم اغلب قادتهم الأكراد والذين يبقون هم في حدقات عيوننا ولننبذ بالتالي كل ما يفرق شمل هذا الشعب الواحد من شماله على جنوبه.
وانتظروني في جزئي الأخير إن شاء الله، لكي اوضح العلاقة بين البارزاني والصهاينة وبالوثائق لكي اكمل الصورة وإعطاء الصورة الحقيقية لشعبنا الحبيب الكردي لقائدهم الملهم شبيه الصنم والتي يبدو أنها غائبة عن الكثير منهم ومع الأسف الشديد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ من مقال هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف على شبكة أخبار العراق الرابط

هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف


2 ـ نفس المصدر.
3 ـ نفس المصدر.
4 ـ من مقال الكرد ودورهم في معركة الظهور. حرب المياه الجزء الثاني. ايزابيل بنامين ماما اشوري
5 ـ من مقال هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف على شبكة أخبار العراق الرابط

هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف