العنف الاسري ظاهرة تتفاقم يوم بعد يوم في المجتمعات ؟!

فلاح الخالدي
………………………………………….. ………………….
ان الاسرة هي النواة الاولى لتربية المجتمع والارتقاء به وتحضره وتقدمه على المجتمعات الاخرى , والاسرة متكونة من زوج وزوجة واولاد , بالتربية الصحية والانسجام والاحترام المتبادل يكون جو تلك الاسرة هادئ وتفكيرهم سليم وتربيتهم صحيحة , ولم يترك الاسلام هذا الجانب من التربية حيث نراه اكد عليه وفي اكثر من موضع قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..} (التحريم: 6), قال رسول الله (صل الله عليه واله وسلم )( “والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها”) , قال المصطفى صل الله عليه واله وسلم: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع”.).
وفي ظاهرة غريبة على المجتمعات الاسلامية وبالخصوص في العراق طفت افعال غريبة لم تكون من تراثه وعنوان شعبه حيث نرى ان ظاهرة العنف الاسري قد اخذت مأخذها بين اوساط المجتمع مرة في البصرة ومرة في بغداد ومرة في الديوانية هذه تقتل ابنتها واخرى تضرب ابنائها بوحشية و غيرها تعذب ابنها للحصول على مال ورجل يضرب ابنه ويجبره على العمل في اخر الليل وهكذا , وبالخصوص بعد الاحتلال الاميركي , وحلل بعض المهتمين بهذا الشأن ان هذه الظاهرة تنتج مع عدة عوامل منها ..
11_ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة والضغط النفسي والإحباط المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية.
22_سوء التربية والنشأة في بيئة عنيفة في تعاملها فالأفراد الذين يكونون ضحية للعنف في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل فالعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال نشأته.
2_تعاطي الزوج للكحول والمخدرات.
22_اضطراب العلاقة بين الزوجين نتيجة ضعف الوازع الديني والأخلاقي وعدم الانسجام بين الزوجين في مختلف جوانب الحياة التربوية والتعليمية والاجتماعية والفكرية والبيئية مما يؤدي لغياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة.
4_الفهم الخاطئ للدين والعادات والتقاليد التي تركز على قيادة الرجل لأسرته بالعنف والقوة.
وما ذكرناه لابد ان يوجد له علاج للقضاء على هذه الظاهرة السيئة الصيت وبالخصوص بين المجتمع المسلم , وعلاج هذه الظاهرة اولا: يكمن في دعم الدولة للفأت الفقيرة وفتح المشاريع التي تسهل لرب العائلة اعانة افراد اسرته وانتشالهم من الفقر والحرمان والعوز الذي يجعل الانسان دائم التفكير ما يجعله سريع العصبية .
ثانيا : تقع مسؤلية التربية الروحية على علماء الدين من خلال فتح المنتديات للشباب والنساء والرجال وتعليمهم الدين ونواهيه وواجباته تجاه اسرهم ووطنهم ودينهم حتى نخرج بأسرة متماسكة تجمعها روح الايمان والتقوى والتمسك بتعاليم الاسلام الاخلاقية في التعامل والسلوك بين افراد الاسرة والمجتمع .
ثالثا : يجب على من يختار شريك حياته عليه ان يختار الاختيار الصحيح على اساس الدين لا على اساس المال والشهرة والمنصب لانهم في النهاية سيكون زواج مصالح وبزوال المصالح يزول ذلك الزواج .
رابعا والمهم : يجب على المتزوجين ان يكونوا متفاهمين منسجمين في كل شيئ والاحترام هو السائد وكل منهم يأخذ دوره في تربية الاسرة ويكون الزوج هو القائد وهو ربان السفينة , ليكونوا المثل الاعلى لأبنائهم , وبذلك تنتج اسرة صالحة تكون مثال يقتدى به من الاقرباء وغيرهم .
وختاماً الأولاد غرس الآباء، وثمرات أفئدتهم، فإن كان الوالد حريصا على رعاية غرسه وتعاهده، وحمايته من الآفات التي قد تفسده أو تهلكه، فإنه يكون غرسا صالحا، مثمرا نافعا بإذن الله، وإن أهمله وتركه، ولم يعطه حقه من الرعاية والعناية، فإن مصيره في الغالب هو الهلاك والبوار، فيشقى بنفسه, ويشقى والديه ومجتمعه من حوله, فهل يلتزم كل منّا بهذه المبادئ والأسس المتينة في بناء أسرته حتى تنهض أمة الإسلام من جديد وتستعيد مكانتها ودورها الريادي على المستوى العالمي؟.