خاطرة ..
الأغلبية السياسية ..
بين الواقع والخيال

د. نبيل أحمد الأمير

هناك من بدأ يُنضّر ويعمل على إرساء فكرة الأغلبية السياسية الوطنية لتسلّم السلطة بالمرحلة القادمة … مستغلاً حال البلد والفشل الذريع الذي إتصفت به الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام البائد وحتى اليوم ، رغم إننا كتبنا ونظّرنا لهذه الفكرة منذ سقوط النظام ، لكنها لم تُطبّق بسبب التوافق المزعوم وحب مشاركة الجميع للسطة والتمتع بإمتيازاتها !!!

والأغلبية السياسية فكرة ليست بالجديدة .. فأغلبية الأنظمة الديمقراطية بالعالم تستخدمها في طريقة حكم بلدانها .. وأقصد بالتحديد الأحزاب والأنظمة والشعوب ذات الوعي الديمقراطي والثقافي العالي والمتوسط بمستوى مقبول ، وهنا السؤال …
هل نحن بالعراق نتمتع كأحزاب ونظام وشعب بمستوى مقبول من الثقافة والوعي ليمكن بها تطبيق نظام الأغلبية السياسية في حكم البلد ..؟ ، أم لنجرّب ونرى !!!

والسؤال أيضاً هل سيستوعب طرف المعارضة (الخاسر) هذه الفكرة ويقبل بنتائجها ، والتي بلا شك ستبعده عن الحكم والتحكّم ، وعن مال الدولة والإستمتاع به ؟

وهل سيستطيع أن يمارس دوره الحقيقيي في معارضة بنّاءة . . ام سيلجأ للمكائد والحفر والمطبّات لإسقاط الخصوم . .؟؟

وهل يمكن ان نرى غالبية برلمانية قادرة على تعديل (دستور بريمر) وفتح باب التغيير المنشود ؟؟

الواقع . . لايوجد من يكره التفاؤل ، ولكن هل يتنظر الناس خوخاً من شجرة الصفصاف . .؟؟
وهل ينتظر الناس إبداعات من عقول قاصرة بالإدارة ..؟؟

وهل هناك ضمان لعدم تحول صراع اللاعبين السياسيين (الحرامية منهم بالتحديد) إلى صراع رصاص ومفخخات ، سيدفع الفقراء ثمنه من دمائهم وأمنهم وقوة عيشهم ؟

نعيش ونشوف ….. وإن غداً لناظره قريب . 

والله من وراء القصد .