سالوفة على السلاطين
معنى كلمة سرسري وسربوت
بقلم : عبود مزهر الكرخي
من المعلوم ان ان كلمة السرسري والسربوت هي كلمات قبيحة وتستخدم في مجتمعنا العراقي لذم الأشخاص وتعتبر من اشد كلمات الهجاء والذم عندنا في العراق ولو استخدمها أي شخص ضد أي شخص لقامت الدنيا ولم تقعد ولحدثت المعارك الحروب والمعارك وبالأسلحة الثقيلة والمتوسطة كما يحدث في عشائرنا العراقية في الجنوب أو حتى في الفرات الأوسط والوسط وحتى تصل للذبح ضد من يقول هذه الكلمتين ضد أي شخص.
أما الحقيقة فأن كلمة السرسري: (هو مراقب الأسعار في الأسواق).. والسربوت: (هم مراقبوا مراقبي الأسعار).. حيث كان في أيام الدولة العثمانية التجار يغشون في البضاعة، والأوزان لزيادة الربح واستغفال السكان، وعندما علم الخليفة بالذي كان أمر بتعيين موظف اسموه (سرسري) يعمل متخفياً في كل مكان لمراقبة الاسوق والتجار..
وبدهاء التجار وتغلغلهم في الديوان العثماني وتنفذهم في هذا الديوان كشفوا (السراسره) قبل الأوان فرشوهم بالمال ورجع الحال كما كان..
وهنا تفقد مرسول الخليفة الرعية والسكان فعلم أن (السراسرة) خالفوا أمر السلطان..
فأمر الخليفة بتعيين (سربوت) من قبل الديوان لمراقبة (السراسرة) وكشفهم بالبرهان،
ولكن أعين التجار وآذانهم ونفوذهم في كل مكان فسعوا الى افسادهم بالمال والنساء..
فأصبح عمل (السرسري) جمع الرشاوي من التجار، وتقاسمها مع (السربوت) بالنصف.
فتفرغ (السرابيت) للجري وراء النساء الفاسدات…
وأصبح اسم (سرسري) و(سربوت) مسبّة عند الترك وأهل العراق وحتى أهل الحجاز!!.
وهناك تفسير مضحك آخر وهو أن السرسري: هو الموظف المعني بالرصد والتدقيق والمتابعة، وكانت مهمته مقتصرة على مراقبة (الشلايتية)، لكنه انزلق معهم في دروب الفساد، فسقط في المستنقع نفسه.
والشلايتية : أحيانا تُفسر الكلمة على أنها تعبير عن العاطلين عن العمل. أو (الفضائيين)، ويبدو أن هذه المفردة لها أكثر من جذر. ففي اللغة العربية نقول: (سرسر الشفرة) أي حدّدها، فالسرسري هو الذي يحدّ السكاكين، ويصقل الأسنة المعروفة بشفراتها الدقيقة، فالكلمة تعكس دور المدقق المسؤول عن ضبط المعايير الصارمة، أما مفردة (سرسور) على وزن (عرعور)، فتطلق على الشلايتي والهتلي والبلشتي، ولسنا مضطرين هنا إلى تفسير كلمة (عرعور).
ويبدو ان هه المصطلحات التي استخدمت من قبل للدلالة على كل ماهو قبيح وبذيء ومستنكر من قبل المجتمع العراقي. نقول الى أي مدى نحن أبتعدنا عن هذه المفردات في ظل مجتمعنا الديمقراطي والذي بشر به سياسيو المرحلة الراهنة والذين جاءوا مع دبابة المحتل الأمريكي من حملة الجنسيات المزدوجة والذين بشروا بولادة عراق جديد عراق مابعد الصنم هدام.
ختاماً نقول: إلى أي مدى ابتعدنا هذه الأيام عن تطبيقات تلك المفردات المعبّرة عن الفساد ؟.
وهل وجود هذه الهيئات الكثيرة في وقتنا الحاضر وفي مجتمعنا الديمقراطي!!! من أمثال السرسرية(عفواً) النزاهة والسرابيت(عفواً) مكاتب المفتشين العام والهتلية(عفواً) الشفافية وغيرها…فهل اختفت ممارساتها الموروثة، أم أننا في طريقنا نحو استعمال المزيد من المصطلحات المستحدثة والتي لا تبشر بأي خير وتدل على سقوط المجتمع العراقي نحو الهاوية من مثل (صكاكة – علاسة – حواسم – نكرية – دمج – طكّوه بالدهن – طكّوه بوري – قفاصة – فضائيين) ولتشخيص هذه الفوضى الكارثية التي تحدث في العراق والتي تعتبر خلاقة في ترسيم خطوط الانهيار الأخلاقي ونحو الهبوط في البلد الى نحو مالا يحمد عقباه والتي ضاع فيها الخيط والعصفور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.