خصخصة القبور
حميدة السعيدي
أربعة عشر عاماً مضت على سقوط حكم النظام ألصدامي عانى العراقيون في هذه الأعوام الأمرين من حكومات فاشلة كان أعضائها لصوص متشردين في دول أوربا أو إيران أو بعض الدول العربية خاصة سوريا . هؤلاء لم يكونوا يوما سياسيين ولم يفهموا معنى السياسة , اغلبهم فاشلون لا يحملون شهادات أكاديمية والذي يحمل منهم لم يعي ما درس , إضافة إلى مرتزقة الخارج ضمت الحكومة أعضاء من داخل العراق انخرطوا في الأحزاب الإسلامية التي أسسها لصوص الخارج فتغيير ولائهم من حزب البعث إلى الأحزاب الإسلامية , استفادت أمريكا كثيرا من هؤلاء الجهلة حيث استخدمتهم لتدمير العراق مرة أخرى بعد أن أسقطت صدام وحزبه , كان هؤلاء يعملون في الدول الغربية أو في إيران أو في الدول الأخرى إما عملاء أو لصوص أو خدم يغسلون الصحون في المطاعم لذلك كان همهم وهدفهم وتفكيرهم الأول والأخير عند عودتهم إلى العراق هو الهيمنة على البلد وسرقة أمواله وتدمير إي نفذوا ما فرض عليهم من شروط أمريكا وحلفائها .
بعد تسلمهم السلطة في العراق اتخذوا من الدين والمذهب وسيلة للوصول إلى أهدافهم فشكلوا احزاباً إسلامية سنية أو شيعية وكذلك أحزابا كردية هذا بالنسبة للكرد , وأحزاب علمانية بالنسبة للعلمانيين , هيمنت الأحزاب الإسلامية على الحكم بالأغلبية فقامت البعض منها بنشر الطائفية بين ابناء الشعب الواحد , كما قام البعض الأخر بدعم الإرهاب وتسهيل دخول الإرهابيين إلى العراق , كذلك قامت تلك الأحزاب بتكوين مافيات لسرقة المليارات من أموال الشعب العراقي .
انتشر في زمن تلك الأحزاب الإرهاب , القتل , الدمار , فقدان الأمن , الفساد , العوز , فنخر الإرهاب في جسد البلد , وعانت ميزانيته من نقص الأموال جراء سرقة مليارات الدولارات وتهريبها إلى الخارج وجراء تكاليف الحرب على داعش . عمدت الحكومة العراقية لتعويض النقص بالميزانية لسد النفقات إلى خصخصة كل دوائر الدولة فأي دائرة يراجعها المواطن العراقي يجب أن يدفع مبالغ مالية كبيرة لانجاز معاملته وكذلك الحال بالنسبة للمستشفيات فالمواطن الذي يمتلك الأموال يحصل على علاج أما الذي لا يدفع فالموت مصيره طبعا هذا بالإضافة إلى السياسة الاستغلالية التي اتبعها الأطباء والصيادلة مع ابناء الشعب والتي لا تختلف عن سياسة الدولة .
بعد ذلك قامت الحكومة بإتباع أسلوب داعشي جديد مع ابناء الشعب إلا وهو خصخصة الكهرباء فأصبح الشعب العراقي هو من يدفع فواتير فشل السياسيين , وبدل من إن تقوم الحكومة بتوفير كل متطلبات الحياة للمواطن وخاصة الكهرباء قامت بخصخصتها فأصبحت تجارية إي جباية أموال طائلة من المواطن جراء حصوله على الكهرباء بالرغم من عدم بناء محطات كهربائية جديدة في المحافظات العراقية وبالرغم من عدم استقرار التيار الكهربائي الذي يصل للمواطن العراقي , وصلت الخصخصة للدواء والغذاء والكهرباء وحتى جثث الموتى خصخصت فأصبح أهل المتوفي يدفعون ألاموال من اجل بقائه في ثلاجة المستشفى لحين دفنه , الكل خضع للخصخصة اليوم ولا نعرف غداً ماذا ستخصخص الحكومة العراقية , هل ستخصخص قبور الموتى وبدل أن يلتزم الدفان بدفن الميت لقاء مبلغ 500 ألف دينار ستقوم الدولة ببيع المقابر على المستثمرين وبدل أن يدفع أهل الميت 500 ألف دينار سيدفعون مليون دينار أو أكثر لمدة من الزمن وبعدها ترمى الجثة خارج القبر لبيعة مرة أخرى على ميت أخر . طبعا هذا المشروع جائز تنفيذه من قبل الحكومة العراقية التي انعدمت ضمائر أعضائها فأصبح همهم نهب ما تبقى من المواطن العراقي . المشكلة أننا أصبحنا نعرف جيدا أن الحكومة العراقية تريد جمع الأموال من الشعب بأي طريقة حتى أذا اضطرها الأمر إلى بيع العراق بشعبة إلى دولة أخرى , ولأننا أصبحنا نعرف ما تريد الحكومة فيجب أن نقف ضد رغباتها وطموحاتها القادمة بتكاتفنا وتوحدنا ورفع شعار لا للخصخصة وتسقط حكومة الخصخصة .