“الشرقية والبزاز”
جواد أبو رغيف
سُرب مقطع فديو لمالك قناة الشرقية،وهو يتحدث عن ابرز مهمة لقناة الشرقية، وهو التطبيع مع الكيان الصهيوني،وتعبئة الرأي العام العراقي على هضم الغدة السرطانية “دويلة اسرائيل”كمرض عضال سيظل مرافق للأمة العربية والإسلامية حتى تلفظ نفسها الأخير بسببه، كما مخطط في الدوائر اليهودية “من النيل إلى الفرات”!.
مؤسسة قناة الشرقية التي يمولها البزاز بنفط أبناء (الخايبه)، يدير أذرعتها و سياستها الإعلامية،مستشارون في بغداد جلهم من بقايا النظام السابق،كانوا يعملون كمستشارون إعلاميون للطاغية وولده المقبور عدي أبان النظام السابق،هؤلاء يتمتعون بألقاب علمية اقلها دكتور مساعد ولازالوا يتدرجون بنيل الألقاب العلمية، غالبيتم نال لقب الأستاذية حالياً حصلوا عليها نتيجة انتماءاتهم لحزب البعث العربي الاشتراكي،وهم يتمتعون بامتيازات ورواتب وزارة التعليم العالي،ما يميز هؤلاء أنهم شجعان ومخلصون لقناعاتهم ومبادئهم،ويعملون بهدوء لنخر الدولة العراقية ما بعد العام (2003 )،بعد أن وجدوا فراغاً وغياباً لمقومات بنائها، وهم رجال الدولة!!!.
هؤلاء المسلحين بثقافة السلطة،يتحركون بهدوء ويمارسون التثقيف بمواقعهم الوظيفية على فساد وفشل منظومة الدولة الديمقراطية بجميع مفاصلها،يساعدهم بذلك حجم الفساد والفشل الذي يضرب أطنابها،استطاعوا أن ينفذوا إلى ذائقة الرأي العام،سيما من ذاق مرارة وقساوة الحقبة البعثية الصدامية،فجعلوه يحن إلى تلك الأيام بلا وعي بشعار (الزمن الجميل)،والطامة الكبرى معايير جمال ذلك الزمن وفي مقدمتها(وفرة الطحين وأمان الذئاب)!!!.
بمقابل حركة القوى الناعمة لهؤلاء،تشاهد سبات عميق لطرف المعادلة الآخر،وسكرة بفراش السلطة،فهم كالمعلوفة للمدي لا تدري ما يراد بها.
أيها السادة والقادة البزاز ليس غبياً،ليتحدث بذلك النفس الواضح،فلكل مرحلة خطاب،فبعد خطاب المظلومية والبطون الذي جعل من البزاز حلم يراود أمعاء الجائعين،وأصبع يطرق بابهم ،ليحقق لهم أمنية،كبناء بيت أو تحقيق حلم يتيم بجهاز تلفزيون أو رجاء ربت بيت بثلاجة وطباخ، حتى وهم بجوار أمام العدل علي ابن ابي طالب!.
نعم فهو ليس غبياً،فلقد حان وقت خطاب السلطة،بعد أن تهيأت الأرضية،الأرضية التي وصلت ذروتها عبر خطاب (الزربة)!!!، الذي نشر على صفحات التواصل الاجتماعي قبل أيام،على لسان رجل معقل ستيني،تبدو عليه الكياسة والشجاعة،خذلته خياراته وغباء من راهن عليهم لتحقيق العدالة وحقوق الإنسان،فما كان منه أن يعترف بشجاعة،ويغل خيار مراسل القناة بقيد أغلظ الأيمان ،بعدم رفع تلك المفردة (زربه عليه الينتخبكم)!!!.
خطاب الزربه سيرفع سقف خطاب السلطة،فرجال الدولة يعرفون حجم ذلك الخطاب،وقياس رختره،فهو يمثل البدء بموسم حصاد الجهود،التي لا تتطلب سوى تغيير البيادق،فمرحلة التعبير عن الرأي الكامن الى الرأي الصريح ،تعني وصول السخط الشعبي إلى مستواه،وبالتالي القبول بأي بديل!!!.
الطامة الكبرى أن البعض لسذاجته،يعتقد أن بث ذلك المقطع سيأكل من جرف البزاز وقائمته الانتخابية فسربه،لأنه لا يرى سوى قدميه،فأصبح مطية للبزاز!.
ياسادة ان خطاب (الضرطانه)،الذي ورد على لسان طاغية العراق (صدام حسين)،كان صافرة النهاية،لأعتى نظام دكتاتوري دموي عرفته البشرية بتأريخها الحديث،فحذار من خطاب الزربه،فهناك متسع للمصالحة مع شعبكم، وانتم تمتلكون الكثير من أدوات تخفيف السخط الشعبي،انطلقوا من قاعدة (الفقراء أولا)،وفوتوا الفرصة على الذئاب المتربصة داخل وخارج العراق.
وخططوا لمستقبل الدولة، بتحقيق ثلاثية تدعيمها (الاقتصاد ـ الأمن ـ الإعلام).